تسبب سوء تشغيل ميناء الرياض الجاف منذ 45 يوما في تعطيل إجراءات 7 آلاف حاوية محملة بأنواع مختلفة من البضائع، حيث ما يزال الميناء يواجه بطئاّ في جميع أجزائه. وأرجع عاملون في التخليص الجمركي الخلل إلى تغيير المقاول وإسناد مهمة التشغيل لمقاول أخر، لم يتمكن حتى الآن من التعامل مع البرنامج الخاص بالإجراءات الجمركية وسكة الحديد الذي يساهم في تسريع إنهاء إجراءات فسح البضاعة. وقال رئيس اللجنة الوطنية للتخليص الجمركي بمجلس الغرف السعودية مساعد حمد السياري: أسندت سكة الحديد مهمة تشغيل الميناء الجاف لإحدى الشركات، لكن سوء التشغيل أحدثت ضررا كبيراّ في إنهاء إجراءات البضائع المختلفة التي ستكون عرضة للتلف والفساد إذا ما استمر تعطيلها مستقبلا. وأضاف أن المخلصين الجمركيين رفعوا شكواهم للرئيس العام للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية، بسبب الضرر الذي لحق بهم لعدم قدرة المشغل للميناء على تحضير الحاويات المقدمة من الجمارك للمعاينة وعدم وصول المعلومات عبر نظام الحاسب الآلي الخاص بمشغل بيانات الحاويات الواردة إلى الميناء من الدمام وعدم قدرة المشغل على نقل وتحضير الحاويات المشتركة وإعاقتها إعاقة كاملة، لعدم قدرة المشغل على تحميل وإنهاء إجراءات الحاويات المسددة. ولفت السياري إلى عدم وجود معدات تنهي إجراءات التفتيش حسب بنود العقد، وما يوجد حاليا معدات قديمة وغير مجدية ولا تتناسب مع طبيعة العمل في الميناء. وقال السياري: ترتب على هذا العقد حدوث أضراراّ مادية ومعنوية على المخلصين الجمركيين في الرياض حيث تقدر أضرارهم المالية بنحو 1.2 مليون ريال لكل مكتب، بسبب شلل الحركة في الميناء فأصبح المخلصون الجمركيون يتقاضون مرتبات دون عمل، كما تذمر التجار وتوجهوا إلى جهات أخرى لاعتقادهم أن الخلل في المخلصين فأصبحت الإرساليات توجه إلى مواني المملكة الأخرى. وحذر السياري من تعرض أمصال طبية للضرر بسبب تقلبات الطقس وسوء التخزين، مؤكدا أن طريقة التفتيش تفتقر للمهنية وتعمل على حدوث تلفيات في البضائع التي تتناثر في ساحات الجمرك بشكل عشوائي. من جانبه، قال المخلص الجمركي نايف السبر: عدم وجود عمالة لدى المشغل داخل الميناء ضاعفت من حجم المعضلة, مضيفاً أن عدم تنزيل الحاويات الفارغة في وقتها أدى إلى التأخير في إرجاع الحاوية وتسبب في تسجيل غرامات تأخير من قبل الوكيل الملاحي. من جهتها أوضحت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية أن السبب في تكدس الحاويات في الميناء الجاف بمنطقة الرياض يعود لانتقال عقد التشغيل إلى مقاول جديد وسحب العمالة السابقة المدربة التي كانت تقوم بتشغيل الميناء منذ بداية تأسيسه، حيث قامت المؤسسة بطرح مناقصة إدارة وتشغيل الميناء الجاف في منافسة عامة تقدم لها عدد من الشركات العالمية وتم تأهيل بعض تلك الشركات فنياً والتعاقد مع مجموعة «باس الدولية» بالتضامن مع خدمات الموانئ الدولية والمتضامنة مع شركة (Ningbo port Company) الصينية لتشغيل الميناء الجاف بالرياض وتوابعه بالدمام بأسلوب التأجير والمشاركة في العائد ولمدة عشر سنوات أسوة بما هو معمول به في الموانئ السعودية. وبينت المؤسسة أنها قد طلبت من المقاول السابق وقبل بدء المقاول الجديد عمله التنازل عن العمالة الموجودة بالمشروع وتأجير المعدات لفترة ثلاثة شهور إلى ستة شهور والحصول على الدورة المستندية المطبقة في المشروع والحصول على نظام الحاسب الآلي وبعض المطالب الأخرى وحثه على التعاون مع المقاول الخلف في كل متطلبات استمرار التشغيل سواءً فيما يتعلق بالعمالة والمعدات أو غيره مما يساهم في الانتقال السلس للالتزامات وضمان انسيابية العمل والمباشرة في الموعد المحدد وفقاً للتوجيهات السامية المؤكدة لأحقية الجهة الحكومية في الاحتفاظ بالعمالة التي تعمل في عقود المقاولين المستمرة (كعقود التشغيل والصيانة والنظافة والإعاشة). وقالت أنه تلافياً لأي إرباك في أعمال الميناء الجاف فقد تم توجيه المقاول الجديد بتوقيع عقد مع إحدى الشركات المتخصصة لمساعدته في بعض الأعمال الخاصة بالموانئ حيث قام المقاول الجديد بتوقيع عقد مع شركة خدمات الموانئ البحرية العالمية (I.P.S) حيث باشرت أعمالها اعتباراً من يوم السبت 29/5/1433ه، ويتوقع أن ينعكس ذلك إيجابياً نحو سرعة إنجاز العمل واستقراره بإذن الله تعالى، وستقوم الشركة بتأمين المعدات والعمالة المتخصصة لتنضم إلى معدات المقاول الجديد التي وصلت مؤخراً إلى الموقع. وفي السياق ذاته فقد تم تكليف فريق عمل من عدد من قيادات المؤسسة بالتواجد المستمر في الميناء الجاف بالرياض ومتابعة سير العمل على مدار الساعة لحين عودة الوضع إلى ما كان عليه في السابق، ويقوم هذا الفريق بكافة الاتصالات والتنسيق بين الجهات ذات العلاقة ومنها إدارة جمرك الميناء الجاف بالرياض التي قامت بجهود مشكورة وساهمت في سرعة تسلم الحاويات تقديراً منها لظروف التشغيل التي يمر بها هذا المرفق الحيوي الهام وكذلك المخلصين الجمركيين أو أية جهات أخرى لتفادي أي تكدس للحاويات أو أي تأخير في إنجاز استلام وتسليم الحاويات. وبهذه المناسبة تؤكد المؤسسة حرصها على تجاوز هذه العقبات وهي تقوم في سبيل ذلك بالتواصل مع كافة الجهات المعنية كمصلحة الجمارك ووزارة العمل والجهات الحكومية الأخرى ذات العلاقة لتسهيل الإجراءات المطلوبة لتمكين المقاول الجديد من أداء مهامه بالشكل الذي يخفف من التكدس القائم ويمكن التجار والوكلاء من استلام بضائعهم في الوقت المناسب، وإزاء الوضع الحالي فإن المؤسسة تقدم اعتذارها لجميع العملاء والوكلاء والمعقبين وتأمل بتعاونهم أن يتم تجاوز هذه المشكلة وأن تسهم هذه الإجراءات في التسريع من وتيرة العمل في الفترة الانتقالية.