ووري جثمان الفنان التشكيلي علي الدوسري، مساء أمس، الثرى في الدمام، بعد أن وافته المنية، صباح أمس، عن عمر ناهز 58 عاماً. وحضر تشييع جثمان الراحل مجموعة من فناني المنطقة الشرقية ومثقفيها، يتقدمهم رفيق دربه، رئيس جمعية التشكيليين السعوديين، الفنان عبدالرحمن السليمان، الذي هاتفته “الشرق” أثناء وجوده في المقبرة لتشييع الراحل، وأكد أن وفاته خسارة كبيرة، وهي بشكل شخصي مؤلمة، لأنه صديق عمره. وقال إن الفقيد من الفنانين المهمين في المنطقة الشرقية، ذاكراً التجربة الأولى التي جمعتهما عام 1971 في معرض واحد في نادي الاتفاق. تجارب ورأى السليمان أن لتجارب الدوسري في المنحوتات التي عمل عليها، وشارك بها في الخبروالدمام، أهمية كبرى، موضحاً أنه عمل مع الفرق المسرحية في مجال الديكور، فيما اهتم في الأعوام الأخيرة بالفن الرقمي، والتصوير المغاير.وأوضح السليمان أنه تسلم موقع مقرر الفنون التشكيلية في جمعية الثقافة والفنون، فرع الدمام، في الوقت نفسه الذي تسلم فيه الدوسري لأول مرة رئاسة قسم الفنون التشكيلية في الجمعية، وأنهما عملا معاً منذ عام 1977، وحتى 1988. وأكد السليمان أن الدوسري جمع إلى طيبة القلب، التواضع والكرم، وتشجيع ودعم الزملاء. هادئ ظاهرياً وذكر الفنان محمد الصقعبي أنه تعاون مع الدوسري في الجمعية عبر إعداد الأعمال واللقاءات وتدريس الفنانين، حتى تجاوزت العلاقة عشرين عاماً، وكانا يلتقيان في “أربعائية السليمان”، التي كانت تجمع فنانين تشكيليين أسبوعياً، مؤكداً أن الفقيد تميز بمزاوجته بين التصوير الفوتوغرافي والفن التشكيلي. وحول شخصيته، أفاد أنها كانت هادئة ظاهرياً، إلا أن الشخصية الحركية والصارخة كانت تظهر عبر أعماله. أحد الرواد وقال الفنان عبدالعظيم شلي إن الدوسري يعتبر من الرواد في المنطقة، وهو أول رئيس لقسم الفنون التشكيلية في جمعية الثقافة والفنون، فرع الدمام، وصاحب فكرة إقامة ثاني معرض جماعي في الدمام. وأوضح أن الراحل من جيل الرواد، ومن أوائل من قام بمعارض تشكيلية رسمية في المنطقة. كما بين أنه أحد المساهمين في تشجيع الشباب على ممارسة الفن التشكيلي. وقال: في أواسط السبعينيات الميلادية كانت المعارض محدودة، وتنطلق عبر الأندية فقط، وكان اسم الراحل بارزاً في تلك المعارض، مضيفاً أن الدوسري جرَّب خامات كثيرة، أبرزها استخدام رقائق الألمنيوم التي يستخدمها عدد محدود من الفنانين في الدمام. وأفاد أنه كان من أوائل من قادوا دفة الفن التشكيلي في المنطقة، حيث كانت الجمعية تشهد نشاطاً ملحوظاً. وحول شخصيته، قال شلي “فيه طيبة، وكأن الحياة العصرية وسرعتها لم تأخذ منه شيئاً”، متمنياً لو يتم توثيق أعمال الراحل في كتاب تصدره وزارة الثقافة والإعلام. في الصف الأول وقالت رئيسة لجنة التشكيل في جمعية الثقافة والفنون، فرع الدمام، الفنانة شعاع الدوسري، إن الراحل لم يكن فناناً عادياً، بل كان أخاً لها، ورحيله ليس سهلاً عليها. وأثنت الدوسري على مشاركات الراحل، وحضوره للأنشطة التي تقيمها الجمعية، مؤكدة “دائماً ما أراه في الصف الأول في أي نشاط للجنة”. وذكرت أن الجمعية كرمت الراحل قبل بضعة أشهر، وأوضحت أن الأمسية كانت ضمن الأماسي التي تهدف إلى تعريف جيل الشباب بالرواد. رحيله صدمة للفنانين وقال الفنان زمان جاسم إن رحيل الدوسري كان صدمة بالنسبة للفنانين التشكيليين والمصورين، لاتجاهه للتصوير، واهتمامه بالفن الرقمي. وأوضح أن الفقيد استخدم الفن الرقمي بطريقة تجريدية، إذ كان يستقي تجاربه من الواقع، ويحولها لبقعة ضوء، بحيث تبدو مساحة مجردة بعيدة عن الواقع. مدرسة فنية واعتبر الفنان محمد جمعان أن الراحل مدرسة للتصوير المغاير، إضافة إلى فنياته في استغلال الخط العربي، واستخدامه المعاجين، التي شكل بها مدرسة للفنانين في هذا المجال. وقال إن “الكلام عنه كثير، لكن الألم أكبر.. رحمه الله”. وأوضح الفنان إبراهيم فلاتة تميز أعمال الدوسري عن غيره من الفنانين، خاصة التي أدخل فيها المعادن. وأبدت الفنانة مهدية آل طالب تفاجؤها بخبر وفاة الدوسري، معربة عن أسفها لرحيله. الدوسري في سطور * مواليد الدمام عام 1954 * حصل على دبلوم الزخرفة والتصاميم عام 1970، ثم خضع لدورات أخرى في الجرافيك والتصاميم الميدانية في الدمام والبحرين * ترأس قسم الفنون التشكيلية بجمعية الثقافة والفنون بالدمام بين عامي 1977 و1988 * ترأس اللجنة الاستشارية في الجمعية * شارك في أول معرض تشكيلي في نادي الاتفاق عام 1971 * له مشاركات عديدة في المعارض السعودية منذ عام 1971 * أقام ثمانية معارض شخصية، اثنان منها في الإمارات العربية المتحدة، وسويسرا * مثّل المملكة في معارض ومهرجانات دولية، وكُلف في لجان تحكيم * تفرغ للفن حتى وفاته الراحل متحدثاً في إحدى محاضراته (الشرق)