مع قدوم الصيف تكثر حفلات الزفاف التي تتحول في بعض الأحيان إلى مسابقة لا تنتهي في البذخ وابتكار الطرق والأساليب حتى يكون الحفل حديث الناس، والمجتمع وهي تعكس ثقافة منتشرة بين كثيرين ممن يعشق المظاهر ولفت الأنظار وتلك النوعية من البشر لو طلبت من أحدهم مَد يد العون للفقراء لاحتج بضيق الحال وفي المقابل ينفق مئات الألوف، وربما الملايين على حفلة زفاف واحدة، وهناك من يشتري الصيت بالقروض والديون التي قد تزج به في النهاية إلى السجون، وقد سمعت عن عدة أشخاص تراكمت عليهم الديون بسبب حب المظاهر والبذخ في الحفلات، وهناك شاب من أقاربي لا يزال حتى الآن يدفع تكاليف زفافه على الرغم من مرور أربع سنوات على زواجه وكل هذا من أجل إقامة حفل زفاف «يبيض» الوجه. لدينا في مجتمعنا هوس شديد بكلام الناس والحصول على إعجابهم، وأثناء الإعداد للحفل يكون الجميع مشغولين بتتبع ما يفعله الآخرون في حفلاتهم للتفوق عليهم حتى ينالوا المديح ويقال لهم «عرسكم أحسن من عرس فلان»، دون الاهتمام بتأهيل العروسين للحياة الزوجية وتحمل المسؤولية وفي النهاية ينهار الزواج ويحدث الطلاق. حفلات البذخ بالإضافة إلى أنها سلوكيات سلبية تشكل عبئا على كاهل رب الأسرة متوسطة الحال والفقيرة والذي قد يتحرج من إقامة حفلة زفاف صغيرة، أو عائلية خوفا من كلام الناس وحديثهم عن فقره، أو بخله وكأن التبذير ليس بمخالفة لشرع الله. نحن بحاجة لحملات توعية لأفراد المجتمع بأضرار التبذير ودعوتهم لمقاطعة البذخ والإسراف في حفلات الزفاف وغلاء المهور حتى ننقذ بناتنا من العنوسة وشبابنا من الانحراف أو اللجوء للزواج من الخارج بحثاً عن زوجة قنوعة وصابرة.