أوضح أستاذ الاقتصاد الإسلامي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور زيد الرماني أن المبالغة في المهور معضلة أكبر من العنوسة والعزوبية، فهي حجر عثرة في طريق الزواج، وجمع الرؤوس في الحلال. كما تجر المبالغة في المهور الأقساط والديون على الزوج وأهله، وتوقعه في مزيد من الاستدانة لشهور طويلة. رغم أن الهدي النبوي أكّد أن خير النساء والزوجات وأعظمهن بركة أيسرهن مؤونة وتكلفة ومهرًا. وإذا كانت المغالاة في المهور قبل الزواج سببًا لإعراض كثير من الرجال والشباب عن الزواج، فإنها بعد الزواج ربما تكون سببًا للمشكلات والشقاق والخلافات الزوجية، وربما جرت إلى الطلاق ومشكلات الانفصال. وطالب الدكتور الرماني بتيسير المهور وتكاليف الزواج: ذلك لأن المبالغة في المهور المتمثلة في الشروط الثقيلة جعلت من العروس سلعة تجارية، وميدانًا للتفاخر والمزايدات. كما ينبغي الحذر من المبالغة في بطاقات الزواج وكروت الأعراس، خاصة إذا علمنا أن تكلفة الواحدة منها قد تصل إلى عشرة ريالات في المتوسط. كما يجب تجنب الإسراف في حفلات الزفاف: وذلك بإقامة الأفراح في البيوت أو صالات الأفراح المناسبة، دون اللجوء إلى الفنادق والصالات غالية الثمن، فقد أصبحت للأسف صالات الأفراح والفنادق ميدانًا للسرف والبطر والمباهاة. كما ينبغي الحذر من المبالغة في لباس العروس، فلا تنفق الأموال الطائلة في أموركمالية ترفيهية غير ضرورية. كذلك ينبغي الحذر من المبالغة في تنويع الأطعمة في مناسبات الزفاف، ذلك لأن مآل الكثير منها القمامة للأسف، فهناك تلال من هذه القمامة تتزايد يومًا بعد يوم وعرسًا بعد آخر، وما ذلك إلا لتلبية دواعي الاستعراض الاجتماعي، وحب التقليد والمحاكاة، والظهورالاجتماعي. وما زلنا نجد عند بعض الأسر حتى ذات الدخل المحدود تصرفات لا مبرر لها سوى العادات والهوى والتقليد..احتفالات مكلفة، وملابس غالية الأثمان، وبنود استهلاكية تثقل كاهل الزوجين والأسرة المستقبلية. ونسينا أو تناسينا أن الإسلام لم يشرع في نفقات عقد الزواج سوى المهرالمعقول للمرأة، والوليمة المناسبة للعرس، وإكرام الضيوف بما يناسب الحال، فلا حاجة بنا إلى موائد مفتوحة وصوان دوّارة.