كما كان متوقعاً، أظهرت النتائج الأولية التي أذاعتها وسائل الإعلام اليوم الأربعاء أن حزب الحرية والعدالة، الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، تصدر نتائج الدور الأول للانتخابات البرلمانية، حيث أشارت التقديرات الأولية إلى تقدم حزب الحرية والعدالة وحزب النور السلفي في ست من المحافظات التسع، تليهما الكتلة المصرية (ائتلاف أحزاب ليبرالية، حيث سُجل تقدم قوائم الإسلاميين في المناطق الريفية، في حين أن فرصهم تقل في المدن الكبيرة. ويرى أغلب المراقبين، أن المصريين أظهروا رغبة كبيرة في التحول الحقيقي نحو حكم ديمقراطي، حيث تمكنوا من إنجاح أول انتخابات برلمانية حرة يشهدها المصريون منذ أكثر من 80 عاما، وأضافوا أنه لا يهم كثيراً الآن من الذي فاز من بين الأحزاب المتنافسة، “لأن الفوز الحقيقي للتجربة الديمقراطية يتحقق بأمرين هما إقبال الناس على التصويت. ثم إجراء الانتخابات بحرية ونزاهة”، كما كتب أحد المحللين. هذا ويُحسب للمجلس العسكري، أنه بذل جهدا “خاصا” لتأمين العملية الانتخابية، وحتى الخروقات التي سُجلت، لم تؤثر في سير العملية الانتخابية. تشكيل الحكومة.. أول “نزاع” بين الإخوان والمجلس العسكري في أول تصريح له بعد ظهور مؤشرات تقدم حزبه، أكد د.عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة في مقابلة له مع صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أن أي حكومة “لابد أن تخرج من البرلمان لتحصل علىالثقة”، مضيفاً: “هذا هو المبدأ الأساسي، حتى لو لم يُنص على ذلك في القانون”. وتبدو تصريحات العريان حول تشكيل الحكومة الجديدة، حسب المتابعين، متعارضة مع ما أكده اللواء ممدوح شاهين عضو المجلس العسكري، في وقت سابق، حيث قال: “البرلمان المقبل لا يستطيع سحب الثقة من الحكومة، كما أن الحزب الذى سيفوز بالأغلبية لن يشكل الحكومة الجديدة”، وهو ما يفسر، حسب المتابعين، العلاقة المتقلبة بين المجلس العسكري وجماعة الإخوان، بعدما توالت الاتهامات وازدادت الشكوك إزاء وجود صفقة بين الطرفين حول ما سمي ب”تقاسم الحكم”، وإن كانت الجماعة تنفي وجود علاقة خاصة مع المجلس العسكري الحاكم. وفي هذا السياق، أكد الناشط السياسى وقائد حركة 6 أبريل، أحمد ماهر، أن الإخوان المسلمين لا يعارضون المجلس العسكرى إلا حينما يتعلق الأمر بمصلحتهم الذاتية، وشدد قائلاً: “سنظل نعمل كجماعة ضغط على البرلمان لأنه لا يمكن أن يتحول إلى سلطة غير خاضعة للمساءلة”. ليس المهم من يحكم.. العبرة بالأداء ومن جانب آخر، أكد وائل غنيم، أحد أبرز الشباب المؤثرين في ثورة 25 يناير، أنه لا يهمه أن تكون مصر دولة دينية أو مدنية، مشيرًا إلي أن الأهم هو كيفية إدارة البلاد سياسياً واقتصادياً والوصول بها إلى أن تكون من أكبر 10 دول اقتصادياً في العالم. وأضاف أن التخوف من وصول الإسلاميين للحكم مبالغ فيه، موضحًا أنه ليس مهماً الانتماء السياسي ولكن المهم هو الأداء داخل المجلس، لافتًا إلى أن الدور الأساسي للبرلمان المقبل يجب أن يكون لإنهاء الفقر والبطالة في مصر. الانتخابات البرلمانية | الانتخابات المصرية | شباب الثورة | مصر | وائل غنيم