يزيد العمر قال الله تعالى:{وقضى ربّك ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه وبالوالدين إحسانا إمّا يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفّ ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما. واخفض لهما جناح الذّلّ من الرّحمة وقل ربّ ارحمهما كما ربّياني صغيرا. وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ! من أحقّ الناس بحسن صحابتي؟ قال: «أمّك» قال: ثم من؟ قال: «أمّك» قال: ثم من؟ قال «أمّك» قال ثم من؟ قال: «أبوك». وهذا الحديث معناه أن يكون للأم ثلاثة أمثال ما للأب من البر وذلك لصعوبة الحمل ثم الوضع ثم الرضاع فهذه تنفرد بها الأم وتشقى بها ثم تشارك الأب في التربية وجاءت الإشارة إلى هذا في قوله تعالى:{و وصيّنا الإنسان بوالديه حملته أمّه وهنا على وهن وفصاله في عامين}. فليحذر كل ابن من التقصير في حق والديه فإن عاقبة ذلك وخيمة ولينشط في برهما فإنهما عن قريب راحلان وحينئذ يعض أصابع الندم، ولات ساعة ندم. أجل إن بر الوالدين من شيم النفوس الكريمة والخلال الجميلة ولو لم تأمر به الشريعة لكان مدحه بين الناس لجليل قدره، كيف وهو علاوة على ذلك تكفّر به السيئات وتجاب الدعوات عند رب البريات و به تنشرح الصدور وتطيب الحياة ويبقى الذكر الحسن بعد الممات. اللهم اغفر لنا ولوالدينا وارحمهم كما ربونا صغارا واجزهم عنا خير ما جزيت به عبادك الصالحين.