نامت دمشق مساء أمس الأول على وقع نحو ثمانية انفجارات هزت أحياء مختلفة فيها، منها «شارع بغداد» و»السبع بحرات» و»باب مصلى» و»ركن الدين» وخلف «ساحة العباسيين» و»ساحة جورج خوري»، لتستيقظ أمس على أصوات انفجارات أخرى، أبرزها وقع الساعة السابعة صباحا في منطقة ضاحية قدسيا، وتبين أن عبوة ناسفة زُرِعَت في سيارة «جيب» مخصصة لضابط برتبة عقيد وسائقه قُتِلَا على الفور. ولم تكن المحافظات الأخرى بمنأى، إذ استهدف انفجار الدفاع المدني في حلب جانب مشفى شيحان، في حين أكد الناشط إبراهيم أبوالعابد ل «الشرق» أن ثلاثة انفجارات ضخمة هزت مدينة إدلب، وقع اثنان منهما حوالي السادسة صباحا فيما وقع الثالث نحو الواحدة ظهراً، وأضاف أن الأول وقع بالقرب من دوار الأمن الجوي (قرب مديرية التربية) وسط المدينة، والآخر بالقرب من فرع الأمن العسكري في حي القصور (ضمن المربع الأمني)، مبيِّناً أن المعلومات الأولية تشير إلى أن الانفجارين نتجا عن سيارتين مفخختين، وأديا إلى سقوط عشرين شهيداً وعشرات الجرحى، فيما ذكر التلفزيون السوري أن عدد الضحايا بلغ تسعة من المدنيين والعسكريين. وتحدث أبو العابد عن معلومات تفيد أن رئيس فرع المخابرات الجوية في إدلب، العميد علي اليوسف، قُتِلَ في الانفجار بينما ذكرت مصادر أخرى أن مقتله كان على أيدي عناصر منشقة داخل الفرع. وأوضح أبوالعابد أن حجم الانفجار والمنطقة التي وقع فيها يشيران بأصابع الاتهام نحو النظام تخطيطاً وتنفيذاً ليثبت للجنة المراقبين وجود عصابات مسلحة في المدينة ويحد من حركتها، في حين أن منطقة الانفجار هي منطقة أمنية يُمَنع مرور أي سيارة فيها غير تابعة للجهات الأمنية، مؤكداَ أن التفجيرين خلَّفا دماراً هائلاً، وأن السلطات السورية عَمِدَت إلى إغلاق معظم مناطق إدلب بقطر نحو كيلو متر حول الانفجار، وأن الانفجار الثالث وقع حوالي الساعة الواحدة والنصف ظهراً شمال شرق إدلب ولم تتوفر أي معلومات عنه. من جانبه، نفى الجيش الحر في بيان له أن تكون له أي علاقة بمثل هذه التفجيرات المفتعلة معتبراً أنها رسالة من النظام ليضلل لجنة المراقبين وليقول للمجتمع الدولي إن الجيش الحر ينتهك الهدنة وليحاول زرع البلبلة والفوضى. وفي محافظة اللاذقية، أكد ناشطون ل «الشرق» أن حواجز الأمن والشبيحة تمارس استفزازات ممنهجة بحق المواطنين، لاسيما على حاجزي السكنتوري وعين التمرا، منوهين إلى تخوفهم من تصعيد الاستفزاز لخلق مواجهات هادفة إلى ممارسة عمليات تهجير للمناطق المنتفضة. كما تحدث مواطنون عن مضايقات لأصحاب الحافلات وسائقيها وابتزازهم من قِبَل الحواجز، سيما عند تفتيش هويات الركاب، إذ تكفي أي مصادفة تسبب ضيقاً لأي عنصر لإيقاف الحافلة فترة طويلة وإهانة جميع ركابها بالشتائم والسباب. ووصل هذا الاستفزاز أوجه أمس الأول عندما اعتقلت عناصر أمنية طفلاً في حي الصليبة، ما أثار غضب السكان، وراحوا يرمون آنية وحجارة من شرفات المنازل، ما دفع عناصر الأمن لإطلاق الرصاص في الهواء لإرهابهم. وفي ريف دمشق، شنت قوات الجيش والأمن حملة واسعة النطاق على حرستا منذ ساعات الصباح الأولى، حيث انتشرت عناصر الأمن والشبيحة على طول شارع حرستا دوما الرئيس، ابتداءً من إدارة المركبات العسكرية وصولاً إلى حاجز الجرة في أول مدينة دوما، وتمركزت دبابة عند مفرق جامع السيدة عائشة، وثانية عند مفرق جامع عقيل وثالثة عند مفرق بسطرة، مع تفتيش دقيق للسيارات على الحواجز المنتشرة على طول هذا الشارع.