يتنافس سائقو وسائل النقل الجماعية في جنوب إفريقيا في ما بينهم فيشكلون خطرا على الطرقات، لكن هناك مسابقة فريدة من نوعها تهدف إلى تغيير سلوكهم ومنحهم ميدالية ذهبية في مجال سلامة الطرقات. لكن الرهان صعب لأن تلك العادات مترسخة في أوساط سائقي حافلات الأجرة الصغيرة الذين غالبا ما يتصدرون صفحات الصحف في صور لسيارات محطمة وعائلات محزونة، فالمنافسة في ما بينهم تقوم على القيادة بأقصى سرعة ممكنة وجمع أكبر عدد من الركاب. وبالنسبة إلى سكان جنوب إفريقيا، باتت وفاة 20 شخصا في حادث حافلة أجرة أمرا عاديا يرفع حصيلة ضحايا حوادث السير، وهو أمر لا يليق ببلد يعتبر دخله متوسطا وطرقاته جيدة نسبيا. وبحسب الإحصاءات الرسمية الأخيرة، توفي نحو 14 ألف شخص في السنة المنتهية في مارس 2011. وفي انتظار الحل، لا يزال 20 إلى 25 مليون شخص وتلميذ مدرسة يستقل يوميا سيارات الأجرة الجماعية، والمبادرة الوحيدة الهادفة إلى دفع السائقين إلى تغيير سلوكهم تتمثل بمسابقة كبيرة أطلقت سنة 2004 وانتشرت تدريجيا في كل أنحاء البلاد وهدفها اختيار أفضل سائق أجرة. ويأمل المشاركون الذين تخطى عددهم الخمسة آلاف هذه السنة الفوز بإحدى الحافلات الأربع الجديدة في المسابقة. ومن أجل الفوز، عليهم الخضوع لاختبارات على الطرقات وجمع أكبر عدد من النقاط. وللمفارقة، تتولى شركة “براندهاوس” المتخصصة في توزيع الكحول رعاية المسابقة في حين تعتبر القيادة تحت تأثير الكحول من المشكلات التي يعاني منها سائقو سيارات الأجرة الجماعية، لكن ذلك غير مهم بالنسبة إلى السلطات والخبراء في هذا المجال. فالمسابقة هي فرصة لنشر الوعي في مجال التربية المدنية وسلامة الطرقات وتقديم نصائح إلى السائقين حول كيفية السيطرة على غضبهم أثناء القيادة وعدم الخروج عن القوانين. ويقول مولوبيه ليبوتو (29 عاما) الذي أتى للمشاركة في المسابقة في جرمستون بالقرب من جوهانسبورغ “نتعلم كيفية معاملة ركابنا وحماية أنفسنا”، ويقر سائق آخر اسمه تشرشل “نخرق أحيانا القوانين. المشكلة هي أنه يكفي أن نفعل ذلك مرة أو مرتين كي نتسبب بحادث”. الامتحان يستمر ثلاثين دقيقة بسرعة والمؤكد هو أنها لا تكفي وحدها لمعالجة المشكلة من جذورها، ولا سيما أن سائقي الأجرة يتلقون أجرهم وفقا لنسبة الإيرادات وليس وفقا لساعات العمل.