مش عارف إيه اللي جرى «للديوك». يظهر أن «الديوك» هي كمان «باظت»، حيث كانت «الديكة» توقظنا في موعد ثابت فور بزوغ ضوء النهار لنستعد بعد «التشطيف» والذي منه ثم الإفطار بعد «لبس مريلة المدرسة»، الذي بعده ننطلق إلى كوبري محمد علي بالقناطر الخيرية مشياً على الأقدام في مشوار طوله ثلاثة كيلومترات عبوراً إلى حيث المدرسة وسط حدائق القناطر الشهيرة قبل أن تتحول تلك المنطقة حالياً إلى مزبلة، وكانت ديكة سطحونا تشارك «ديوك الجيران» في عزف «سيمفونية الإيقاظ» في وقت واحد بالدقيقة.. والثانية بديلاً لل»المنبه» الذي لم يكن قد اخترع بعد! وقد لفت نظري خلال الأشهر الأخيرة «صوت الديكة» يصدح -بعد أن نسيناه- «بمنطقة روكسي» بمصر الجديدة التي أعيش بها منذ نصف قرن، مع فارق زمني كبير بين صياح ديكة القناطر الخيرية التي كانت تعلن بزوغ النهار، وديكة روكسي التي يبدأ صياحها قبل آذان الظهر، وبعضها يتأخر صياحه إلى قرب العصر في «لخبطة ديكية» غير مفهومة، إلا أن اهتمامي بالموضوع أسفر عن أن العمارة التي أسكنها بجوارها عمارة جديدة «تحت التشطيب» يحرسها «غفير» آثر أن يربي -للتجارة- مجموعة من «البط والفراخ» في الجراج الفاضي والذي تأخر تشطيبه بسبب ارتفاع سعر الإسمنت، وأجرة الصنايعية، ونظرا لاختلاف مواعيد الصياح بين ديك وآخر رغم تجاورهما في الجراج فقد فكرت في نصيحة الغفير بإرسال ديوكه إلى «الساعاتي» لضبط صياحها، وهو ما أود مشاركتكم لي فيه بسؤال محدد: أقول للغفير، وإلا بلاش مهو مش معقول تسيبوا علي دماغي وحدي «حل مشاكل الكون»، برضه الرحمة كويسة، كما أن مشاركة القارئ لكاتبه في المشاكل الكبيرة اللي زي دي فيها نوع من «التواصل» بدل ما أقول لكم ما قاله فؤاد المهندس -أيوب- في رائعته القديمة «أنا وهو وهي»: «دا كتير يا صادق أفندي» عموما خلوا الديوك عليّ والساعاتي عليكم..فيها حاجة دي!