* الديك هذا الطائر الجميل ذو الألوان المتعددة الزاهية والعرف الأحمر المشدود الذي ينبيء بأنه في حالة انفعال دائمة والمنظر الذي يثير الإعجاب ومع أنّه لايطير ولكنه يقفز مع تحريك جناحيه لمسافات ليست بعيدة وحوله مجموعة من الدجاجات يسير بينهن متبخترا معجبا بنفسه وهن من حوله يحطن به يقدم لهن الحبوب بمنقاره ويداعبهن بحنان بالغ تجده دائب الحركة مع مجموعته طوال فترة النهار بنشاط وهمة في البحث والتنقيب وأشياء أخرى لا يفهمها الإنسان وفي نهاية اليوم تجده قد اتخذ لنفسه مكانا بين دجاجاته وهن حوله ليطمئن عليهن ويبدأ حركته وصياحه مع بداية الفجر الجديد ..والديك كما يقول الإخوة المصريون "مثل الفريك لايحب الشريك" ..فأحيانا يوجد في العشة أكثر من ديك ولكل منهم رعاياه وأتباعه مع اختلاف العدد حسب القوة والهيبة والقدرة على السيطرة وتصريف الأمور. ولكل ديك قدراته ودرجة لكرامته التي تتحكم بها أمور كثيرة ..فالأول لايرضى بأية حال إلاّ أن تكون السيطرة له كاملة حتى لو سالت الدماء من أجل هذا الهدف وكثرت الضحايا لايقبل نقاشاً ولامفاهمة والويل للديك الذي لايرضخ له سيجد المنقار قد بدأ يمزقه ، أمّا إذا كان هناك أكثر من بضعة ديوك فهنا تكون الطامة الكبرى فالشجار دائم والصياح لايتوقف والآهات والتوجعات مستمرة ..أمّا الدجاجات المغلوب على أمرهن فقد تعودن على مثل هذه الأمور فهن يعرفن أنّ الصراع على المركز الأول دائم ومستمر في مثل هذه العشش العشوائية التي افتقدت التنظيم وتغليب المصلحة العامة فكل الأمور يجب أن تكون لمصلحة الرئيس ومنفعته الشخصية فتنصعن للمنتصر مجبرات خائفات ويبدأ بالأذان من منتصف الليل فقد استفحل أمره ولم يجد من يردعه حتى يأتي ديك جديد أشد قوة وأقوى شكيمة فيبعده عن مركزه ..ولن يتغير الحال مهما طال الزمان إلاّ إذا ... * وللديوك شبيه وند بين بني الإنسان فمع محدودية المجالات بين الديوك التي لاتطير تجدها أوسع وأرحب بين بني البشر مع قدرتهم على الطيران رغم أنهم ليسوا طيورا وتصرفاتهم وأوامرهم فيها من التجني والتجير والقسوة مالا يخطر على بال وليس عندهم شيء محال وقد يطال أذاهم فردا أو مجموعة عند اختلاف ديكين طائرين من بني الإنسان كلا منهما يكيد للآخر ويدبر له ويستعين بالأعوان والمنتفعين كل ذلك ..من أجل الفطير ..حتى يستطيع أن يطير . * أمّا أمور العمل وتطويره والمصلحة العامة وحقوق الآخرين فهذا غير مهم وقد يرى الديك المنتصر أنّ بعض الدجاجات أصبح وجودهن خطراً عليه فقد يكشفن كثيراً من الأمور التي تضر بمصالحه الشخصية ..لأنهن كثيرات الرغي والكلام ويبقبقن بكل مايعرفن ...فيقوم بذبحن والاستفادة من الريش بعمل وسائد ..أمّا إذا تقابل الديكان المتناحران من بني الإنسان فتشاهد الأحضان والقبلات والتبريكات والحنو على الدجاجات البائسات وأنّ الهدف الأساسي تحسين أوضاعهن ورفع قيمة أسهمهن وزيادة الدخل وبناء عشة حديثة متطورة وأنهما يسهران على رعاية مصالح الدجاجات وعشتهن .. ولكن الحقيقة غير ذلك فالمهم أن ينال المنتصر نصيبه فهو يعرف الوقت المناسب لخروجه بدون مسؤولية بكل ما جناه من رزق وفير فالحبوب كثيرة والديك الشاطر من استطاع أن يجهز الفطير بأكبر كمية منها حتى يطير ويطير و... * اللهم اجعل العشة نظيفة مرتبة وألهم من يقطنها الصبر والسلوان على ويلات الزمان ولاتمكن الديوك الشريرة من استغلال السكان واكل حقوقهم .. وارزقهم بمن يستطيع محاسبة الديك وايقافه عند حده فقد اصابته التخمة لأنّه لايستطيع التوقف عن الأكل. مكةالمكرمة جوال /0500093700