طرحت سؤالا مفخخا في نهاية مقالي أمس متسائلاً: ما المانع من تشغيل «بنات الرياض» خادمات في المنازل؟ مدينة الرياض فيها توليفة خليط من كل المناطق وبالتالي «بنات الرياض» لا يرتبط الاسم بالمكان بل بشمولية الرؤيا للبلاد من أقصاها إلى أقصاها يضاف إلى ذلك وجود أعلى نسبة من الفتيات العاطلات يحاصرهن الفقر والعنوسة. من خلال هذا الوضع المكرر بشكله ومضمونه في كل مدينة سعودية نعود للوضع الاجتماعي السعودي قبل أربعين عاما ونيف عندما كان عندنا اكتفاء ذاتي من السائقين والخدم والصبيان من أبناء جلدتنا ولا عيب في ذلك، وللذكرى فقد كانت الفتاة الفقيرة تسمى «جارة» وليست خادمة تمر في النهار عبر ثلاثة أو أربعة بيوت أثرياء تقوم بغسل الملابس وتنظف المنزل وتنتقل للمنزل الذي يليه وإذا انتهت من جولتها تعود لمنزلها محملة بالأكل لأسرتها الفقيرة بدلاّ من وضعها في الأكياس السوداء كما هو حاصل الآن، وفي ذلك عدة فوائد ليس أقلها التخلص من خطر الخادمات الأجنبيات. الآن ماذا يحصل لو اتفقت فتاة فقيرة مع ثلاثة منازل مجاورة لها تمر عليهم في وضح النهار تغسل الملابس ثم تنظف المنزل ثم تكوي الملابس وتنتقل للمنزل الذي يليه وتحصل من كل منزل على راتب لا يقل عن ألف ريال، أليس هذا حلا للفقر والعنوسة وخطر الخادمات الأجنبيات؟ وماذا يحصل إذا تحركت الزوجة السعودية وقامت – الله لا يهينها – ببعض واجباتها المنزلية؟ بدلا من الترهل والمسلسلات وفتح ملفات القاصي والداني.