ما نشهده هذه الأيام من ظهور قوي ومؤثر في الساحة الإعلامية لبعض البرامج الجريئة مثل برنامج «يا هلا» في قناة روتانا خليجية وبرنامج الثامنة في قناة إم بي سي والتي تعنى بطرح قضايا ساخنة أمام الرأي العام بشكل صريح وشفاف لم يسبق له مثيل من حيث سقف الطرح والنقاش وحجم المشاهدة يدل على عطش وحاجة ماسة لدى المجتمع، كما يعتبر نقلة نوعية وظاهرة صحية لحراك اجتماعي ورغبة صادقة للمضي في الاتجاه الصحيح من أجل إيصال صوت المواطن إلى صاحب القرار. ولكن على الرغم من أهمية الدور الإعلامي أو السلطة الرابعة هذا فإن تأثيرها مهما عظم فهو يبقى مؤقتا يختفي بعد فترة وجيزة ويفتقد للاستمرارية والمتابعة الحقيقية التي تلي الطرح إضافة إلى احتمال إيقاف البرامج لسبب أو لآخر وعندها يفقد المواطن قناة التواصل هذه. ولكن على الرغم من أهمية الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام من طرح للقضايا فإنها لا تعوض بالضرورة عن دور مؤسسات المجتمع المدني المستقل التي تحمي مكونات مجتمع الأسرة بشكله الأكبر والأشمل وتتخصص بالاهتمام بكل ما يخص المواطنين من حيث التوعية والتثقيف وإيصال صوت المواطن والدفاع عن حقوقه في قالب منظم مدروس مستقل عن المنشأة الحكومية تمثله جهات متخصصة ذات صبغة رسمية وتحتل مكانا على طاولة صناع القرار لتمثيل المواطن في هذه القضايا فنحافظ بذلك على كفة المعادلة من أجل حفظ التوازن بين من هم في قمة الهرم ومن هم في وسط الهرم ومن هم تحت في أسفله.