نظمت جبهة الإبداع في مصر أمس الخميس مسيرة احتجاجية انطلقت من أمام مسرح ميامي في وسط القاهرة واتجهت إلى دار القضاء العالي تضامنا مع الفنان عادل إمام الصادر بحقه حكم بالحبس ثلاثة أشهر بعد اتهامه بالإساءة للإسلام في بعض أعماله الفنية، وشارك في المسيرة عددٌ من الفنانين أبدوا قلقهم من فرض قيود على أعمالهم. ووقعت اشتباكات بين المؤيدين لعادل إمام والمعارضين له، وتزامن ذلك مع انطلاق مسيرة أخرى في مدينة الإسكندرية بدأت من مسرح “بيرم التونسي” وحتى مجمع المحاكم في منطقة المنشية. وطالب عددٌ من الفنانين المصريين مجلس الشعب بسرعة إصدار قوانين تضمن حرية الإبداع الفني لتمثل حماية للفنانين والمبدعين في المستقبل، وذلك بعد قرار محكمة جنح الهرم بتأييد الحكم بحبس الفنان عادل إمام لمدة ثلاثة أشهر. وأعرب الفنانون عن صدمتهم البالغة إزاء الحكم الذي وصفوه بأنه نوع من “الإرهاب للمبدعين”، وأبدوا تخوفهم من إمكانية أن تمثل مثل هذه الأحكام سيفا مسلطا على رقاب المبدعين حتى لا ينتهي بهم الحال في السجن بحكم قضائي. بدوره، قال نقيب الممثلين، الفنان أشرف عبدالغفور، إن النقابة مستمرة في دعم عادل إمام ولن تقبل أبدا أن يكون السجن سيفا مسلطا على رقاب المبدعين، معربا عن بالغ دهشته من تأييد حكم الحبس. وطالب بوقفة قوية من جانب كافة الفنانين وغيرهم من أبناء الوطن للتضامن مع إمام، كما دعا إلى ضرورة حماية حرية الإبداع في المستقبل من خلال قانون يصدره البرلمان حتى يتمكن المبدعون من العمل بحرية بعيدا عن التهديد بالحبس. وأكد أن النقابة ومحامي الفنان سيستكملون الإجراءات القانونية المطلوبة لنقض الحكم، معربا عن أمله في أن يصدر الحكم لصالح إمام هذه المرة حتى تنتهي هذه الأزمة. فيما بدا الفنان عضو جبهة الإبداع مدحت العدل أكثر انزعاجا من الحكم الصادر بحق عادل إمام، وقال “إن كل الأفلام التي اتهم فيها الأخير بالإساءة إلى الدين الإسلامي عرضت على أجهزة الرقابة الفنية في حينها وحظيت بموافقتها، وبالتالي فمن العجيب أن يواجه هذا الحكم بعد تقديمها منذ سنوات”. وأضاف “جبهة الإبداع عندما تم تشكيلها كانت تدرك حجم الأخطار التي سيتعرض لها الفنانون في المستقبل، ولذلك فنحن نتعامل بجدية معها بعد أن بلغت الهجمة على الفن مداها”. وشدد العدل على ضرورة التكاتف بين كافة الأحزاب والنقابات والقوى السياسية في مواجهة تلك الهجمة، ولفت إلى أهمية توفير المناخ الملائم للمبدعين من خلال سن قوانين تحمي حرية الإبداع ولا تجعل الفنان رهنا لأهواء القوى السياسية الحاكمة. ومن جانبه، قال الفنان أحمد راتب، الذي شارك إمام بطولة أغلب أفلامه، إن عادل إمام النجم المصري الذي حافظ على شعبيته الجارفة طوال عشرات السنين لا يمكن أبدا أن ينتهي به الحال بحبسه بدلا من تكريمه عن مجمل أعماله. ولفت إلى أنه شارك إمام في كثير من أعماله السينمائية، كما تنقل معه في كثير من البلدان العربية ورأى بنفسه كيف يحظى إمام باستقبال الملوك في أي مكان يحل به وكيف يتهافت عليه المعجبون من أجل توقيع أو التقاط صورة تذكارية، معتبرا أنه من الصعب أن يجد هذه الإهانة في بلده. وشدد على أن القضية ليس المقصود بها عادل وحده ولكن الهدف من إقامة الدعوى تكميم الأفواه والحد من حرية الإبداع الفني، وهو ما يدركه الفنانون جيدا، لكن الرسالة ساهمت في توحيد الفنانين، ومعهم كافة المبدعين ضد ترهيب المبدع. وأكد أن الفنانين لن يقفوا كمشاهدين إزاء ما يحدث مع عادل إمام، وهناك مسيرة الأحد لأعضاء نقابتي الفنانين والسينمائيين أمام دار القضاء العالي لمساندته. من جهته، قال رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، سيد خطاب، إن الحكم ضد عادل إمام حكم غريب، “ولولا أن القانون المصري يمنع التعليق على أحكام القضاء لكنت قلت إن به عوار”. وعن موقف جهاز الرقابة من القضية، أوضح أن الجهاز يوافق على الأفلام التي لا تمس القانون المصري ولا تخل بالدستور، وأن الرقابة عندما تجيز عملا فإن ذلك شهادة منها بأن هذا العمل لا يحتوي على أي إخلال بالقانون ولا بالآداب العامة، وبالتالي فهي شهادة بإخلاء ساحة صناع العمل. وكان حكم قضائي صدر قبل أشهر بحق الفنان عادل إمام وتم تأييد الحكم عليه بالسجن 3 أشهر مع الشغل الثلاثاء الماضي، تحت رئاسة المستشار محمد عبد العاطي وتغريمه ألف جنيه مصري.