أثار الحكم الذي أصدرته محكمة جنح الهرم قبل أيام، وقضى بمعاقبة الفنان عادل إمام بالحبس لمدة 3 أشهر وغرامة ألف جنيه بدعوى إساءته إلى الدين الإسلامي في أعماله الفنية الجدل في الساحة الفنية، ومخاوف الفنانين على مستقبل حرية الإبداع. وتأتي مخاوف الفنانين من هذا الحكم ليس فقط باعتباره الأول من نوعه منذ قيام ثورة 25 يناير، ولكن أيضا كونه أتى بأثر رجعي عن أعمال فنية سبق أن قدمها إمام قبل سنوات، ومنها "الإرهابي"، و"مرجان أحمد مرجان"، وكذلك مسرحية "الزعيم"، وهي الأعمال التي استشهد بها المحامي الذي رفع الدعوى القضائية. وزاد من حالة الخوف ربط البعض بين الحكم وسيطرة التيار الديني على البرلمان، مشيرين إلى أن "الحكم لن يكون الأخير، وسيكون بداية لهجمة شرسة على حرية الإبداع". وجاء هذا الحكم بناء على بلاغ تقدّم به المحامي عسران منصور، واتهم فيه عادل إمام بازدراء الدين الإسلامي، والاستهزاء بالجلباب، والحجاب، والنقاب في أعماله الفنية، ومن بينها أفلام "مرجان أحمد مرجان"، و"الإرهابي"، و"حسن ومرقص". من جهته، قال نقيب المهن السينمائية مسعد فودة "إن هذا الحكم يعد سابقة خطيرة، لأن فيه محاسبة على الماضي، مضيفا أن النقابة سترفض هذا الحكم، وستتخذ جميع الإجراءات اللازمة للتأكيد علي حرية الفكر والإبداع، مشيرا إلى أن النقابة ستجتمع سريعا لمواجهة هذا الحكم الذي وصفه بالجائر. وأكد عضو جبهة "الإبداع المصرية" المنتج محمد العدل، أن الجبهة ستتخذ إجراءات حازمة حيال الحكم الصادر، وقال إن "مجلس أمناء الجبهة ولجانها التنفيذية سوف تعقد اجتماعا طارئا لمتابعة الموقف، واتخاذ الخطوات اللازمة ضد مثل هذه القرارات، لأن هذا أحد أهداف الجبهة التي تشكلت من أجل حماية حرية الفكر والإبداع، وعدم الاستسلام للأفكار الرجعية والمتخلفة". وقال المنسق العام للجبهة عبد الجليل الشرنوبي، إن هناك معركة كبيرة بدأت ملامحها تلوح في الأفق، وعلى الفنانين والمبدعين ومعهم الشعب المصري أن يحاربوا بكل قوة، حتى لا تنزع منهم حقوق كانوا قد اكتسبوها بالفعل بعد معارك طويلة، مشيرا إلى أن "سياسة النفس الطويل وعدم الاستسلام من أهم أسلحة هذه المعركة، التي سيسعى فيها كل طرف لفرض سيطرته، حيث ستسعى القوى الظلامية لفرض القيود على الإبداع بحجج مختلفة منها ازدراء الأديان، أو الحفاظ على السلم العام، في حين سيسعى الفنانون للتأكيد على حقهم في حرية الإبداع من خلال تقديم الفن بعيدا عن أي سلطة سياسية أو رجعية". وقال السيناريست نادر صلاح الدين: إن هذا القرار يشكل أول تحركات التيارات المتشددة التي ستسيطر على مصر في الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن هذا الحكم يحاصر الرأي الحر، ويشكل إرهاباً على أصحاب الفكر والإبداع.