أكدت الجزائر دعمها مجددا للسلطات في مالي واستعدادها لمساندة جميع الأطراف ومساعدتها على تجاوز الأزمة التي تمر بها، وذلك على لسان الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، عبد القادر مساهل، الذي يشارك في الاجتماع الوزاري لمجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي المنعقد حاليا باديس بابا والمخصص لمناقشة الوضع السياسي والأمني في مالي. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية أمس على لسان عبد القادر مساهل قوله “إن الجزائر التي تشيد بعودة النظام الدستوري في مالي تجدد دعمها للسلطات واستعدادها لمرافقة جميع الأطراف المالية مثلما فعلت في السابق”. وأوضح “أن الجزائر تتابع بقلق تطور الأزمة في مالي”، مشدداً على “ضرورة أن يتكفل الماليون باستكمال العودة إلي النظام الدستوري وتمكين الدولة المالية من ممارسة صلاحياتها السيادية وتسهيل فتح حوار بين الحكومة والمتمردين في الشمال وتلبية المطالب المشروعة للسكان”. وقال مساهل بخصوص الأزمة غير المسبوقة التي تمر بها مالي نتيجة الجفاف والمواجهات المسلحة أن الجزائر سبق لها أن قدمت يد المساعدة للاجئين الماليين الموجودين عند الحدود بين البلدين، وأنها تحضر حاليا بالتنسيق مع التنظيمات التابعة للأمم المتحدة ومع الحكومة المالية لإرسال مساعدة إضافية لسكان شمال مالي والأشخاص الذين لجأوا الي جنوب البلاد. وذكر الوزير المنتدب من جهة أخرى أن بلدان الميدان التي وضعت آليات للتعاون السياسي والعسكري والمعلوماتي قد عقدت اجتماعا على المستوى الوزاري في نواكشوط في 8 ابريل بحثت خلاله الوضع السائد في مالي وان اجتماعات أخرى سوف تعقد في الأيام القليلة القادمة، وتباينت وجهات نظر الدول المشاركة في الاجتماع بين ضرورة الحسم العسكري في مالي وبين فتح قنوات للحوار السياسي بين أطراف الأزمة. وتتابع الجزائر بقلق بالغ تطور الوضع هناك خاصة بعد اختطاف قنصلها بمدينة غاو على أيدي جماعة إرهابية منشقة عن تنظيم القاعدة، وفي وقت سابق أسقط تمرد صغار الضباط في الجيش المالي بالرئيس أمادو توماني توري، ولم يلق الانقلاب اعتراف دول الجوار والمجموعة الدولية التي أدانت الانقلاب ودعت إلى العودة السريعة للشرعية الدستورية إلى مالي، قبل أن يقرر الانقلابيون مغادرة الحكم وتسليم السلطة إلى رئيس مجلس النواب مقابل استقالة الرئيس وعدم ملاحقة الانقلابيين، وزاد إعلان حركة الأزواد المتمردة الوضع تعقيدا عند إعلان انفصال شمال مالي (إقليم الأزواد) عن الدولة المركزية، ولم تلق الاعتراف المتوقع، واستفادت تنظيمات إرهابية مسلحة انفلات الوضع بالتسلل الى الأراضي المالية كقاعدة خلفية لنشاطها مستفيدة من عمليات تهريب السلاح من ليبيا بعد انهيار نظام العقيد معمر القذافي على أيدي الثوار. الجزائر | الشرق