يمثل مشروع الواجهة البحرية أحد المعالم الحضارية والسياحية المهمة في مدينة جدة، وهو يشكل مرفقا ترفيهيا هاما لسكانها وزوارها، حيث تبلغ تكلفته 170 مليون ريال، ويقع على امتداد الكورنيش الشمالي، ويحده جنوباً مركز حرس الحدود، وشمالاً مسجد فاطمة الزهراء، وينقسم إلى أربعة أجزاء، الأول يمتد من مركز حرس الحدود، وصولاً في الشمال إلى شارع المختار، والجزء الثاني من شارع المختار وحتى شارع صاري شمالاً، والثالث من شارع صاري وحتى دوار النورس شمالا، والجزء الرئيس ممتد من دوار النورس وصولاً إلى مسجد فاطمة الزهراء شمالا، وتشكل الأجزاء الثلاثة الأولى المرحلة الأولى للمشروع.ويهدف المشروع إلى ربط الواجهة البحرية ككتلة تصميمية واحدة ذات استخدامات متعددة تتخللها الخدمات العامة والخدمات الترفيهية والاجتماعية، وتوظيف الثروة الجمالية من الأعمال الفنية والمجسمات الحالية في التصورات المستقبلية والعمل على إعادة تطويرها وتأهيلها، وتوفير مناطق ترفيهية واجتماعية لكافة أفراد الأسرة وفئات المجتمع مع الاهتمام برقي المنطقة لتواكب المنطقة كوجهة سياحية، توطين مبدأ السلامة والمتعة لمرتادي المنطقة وإيجاد المواقع الآمنة لممارسة الهوايات المختلفة ومنها الصيد، رياضة المشي، مشاهدة البحر.كما يهدف المشروع إلى تطبيق الدراسات المعتمدة الخاصة بالنقل والمرور لتسهيل الحركة المرورية وانسيابية الحركة وتوفير النقاط اللازمة لحركة المشاة والعدد الكافي لمواقف السيارات وتأكيد الخطوط الفرعية المساعدة لمنطقة الكورنيش، وتوفير البنية التحتية للمنطقة من الخدمات الأساسية للكهرباء والماء والصرف الصحي وتصريف الأمطار والسيول، وإعادة صياغة المواقع الاستثمارية من أكشاك للبيع ومحلات تجارية ومطاعم ومواقع ترفيهية ومناطق لممارسة النشاطات البحرية لتواكب الحياة العصرية وتماثلها من حيث الشكل والمضمون، وبناء مرافق ترفيهية وجمالية متميزة وفق معايير ومواصفات عالمية متطورة.وكشفت الدراسات التي أجريت أن المنطقة الحالية تعاني حاليا من جملة من المشكلات، منها تدني وعدم انتظام البنية التحتية، تواجد مصادر للتلوث البيئي، ضعف وندرة تواجد المرافق العامة، محدودية السلامة لمرتادي المنطقة، تدني مستوى السلامة المرورية وحركة المشاة، عدم وجود العدد الكافي لمواقف السيارات بشكل آمن و الازدحام المروري، تواضع المساحات الخضراء ومناطق الجلوس والمناطق المفتوحة، ضعف مستوى المرافق الترفيهية، عدم تجانس فرش الطريق، عدم استمرارية الشريط البحري إما بوجود مواقع استثمارية أو مبانٍ حكومية، تواضع مستوى الخدمات الاستثمارية المقدمة، قدم وتهالك عدد من الأعمال الفنية والمجسمات الجمالية، وجود القوارض والحشرات الضارة ببعض المواقع.وأكد المركز الإعلامي بأمانة جدة أن المشروع يتضمن استخدام عناصر معمارية تؤدي إلى رفع مستوى التطوير الحضاري للواجهة البحرية، إضافة إلى استخدام مفردات فنية ضمن التطوير تراعي المجسمات الفنية والجمالية في الكورنيش الأوسط، واحتواء المنقول والمرحل منها بعد إعادة صيانتها من قبل الفنانين والتشكيليين العالميين أنفسهم ضمانا للاحترافية، الذين سيتم استقدامهم خصيصا لهذا الغرض، حيث سيتم تأسيس موقع تجميعها كمتحف مفتوح بالكورنيش الأوسط، يتم فيه عمل لوحة خاصة بكل مجسم تشرح المعلومات كافة عن تصميمه وعمره الزمني، إضافة إلى عناصر مائية عبارة عن نوافير ومسارات مائية وأعمال تشجير تختلف في تصميماتها عن أعمال التشجير الحالية.وذكر المركز أن المشروع يسير حسب ما هو مخطط له، ولا تعثر حتى الآن في خطة العمل، حيث تتم متابعته أسبوعيا لإنجازه خلال الفترة المحددة.وفيما يخص الكورنيش الشمالي الذي تم تحديد منطقة تطويره من مركز حرس الحدود جنوبا وحتى ميدان النورس شمالا، فسيتم تنفيذه بالتزامن مع مشروع تطوير الكورنيش الأوسط لتخفيف الضغط على منطقة الكورنيش، وإتاحة الفرصة لمرتاديه في التحرك بسهولة دون أن يعرقل أي من المشروعين حركتهم. تنفيذ المشروع يتم وفق الجدول الزمني الموضوع (تصوير: يوسف جحران)