كشف مصدر قيادي رفيع من ثوار جنوب السودان المعارضين لحكم الرئيس الجنوبي سلفاكير ميار ديت، في حديثه ل»الشرق»، عن اتصالات أجرتها قيادات رفيعة في الحركة الشعبية لتحرير السودان «الحزب الحاكم» مع الثوار، بهدف الانضمام إليهم وتعزيز الثورة واعتبار خطوة انضمامهم تصحيحاً للمسار. وقال المصدر إن قواتهم ستبسط سيطرتها على مدينة ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل في غضون أسابيع، وأن مناطق كثيرة في أعالي سقطت بالفعل في يد الثوار، وأنهم سيواصلون تقدمهم لاحقاً إلى منطقة تونجا، وإعلان جمهورية أعالي النيل الكبرى في الولاية. وأشار المصدر إلى تقدم الثوار في ولاية الوحدة، وأنهم قاب قوسين أو أدنى من السيطرة على مدينة بانتيو الاستراتجية عاصمة ولاية الوحدة الغنية بالنفط، وبسيطرة الثوار على أعالي النيل وولاية الوحدة، تكون دولة جنوب السودان فقدت مصادر النفط بصورة عملية، لوقوع الحقول المنتجة في ولايتي أعالي النيل «حقول فلوج وعداريئل»، وحقول ولاية الوحدة. وكشف المصدر أيضاً عن انشقاقات وسط الجيش الشعبي بسبب حرب هجليج الأخيرة، وعشوائية التخطيط، والدفع بقوات كبيرة دون مؤن كافية، أو تأمين خطوط إمداد، ووصفت قيادات رفيعة وسط الجيش الشعبي معركة هجليج الأخيرة ب»المحرقة» التي أحرق فيها الجيش الشعبي «جيش الجنوب». وألقت القيادات العسكرية باللوم على القيادة السياسية وتقديراتها الخاطئة. في سياق متصل، كشف المصدر عن ملاسنات حادّة وسط قيادات الحركة الشعبية لتحرير السودان كادت أن تتحول لاشتباك بالأيدي، وقال المصدر إن ملاسنات وقعت بين القيادي الرفيع مابوتو مامور وقيادات أخرى بالجيش الشعبي والحركة. وتوقع المصدر الإطاحة بحكم الرئيس سلفاكير خلال المرحلة المقبلة، وقال إن المسألة مسألة وقت ليس إلّا، وأن ثوار جنوب السودان سيقودون ثورة داخل الدولة الوليدة، وستكون ربيعاً إفريقياً يمتد ليشمل دول يوغندا وكينيا، وبقية دول المنطقة مروراً بالصحراء الغربية.