كشف مصدرٌ سوداني مطلع ل «الشرق» عن ترتيب دولة الجنوب صفوف قواتها المسلحة ومحاولتها الاستعانة بغطاء جوي لجيشها لشن هجمات جديدة ضد الأراضي السودانية، ترفع الروح المعنوية المتدنية لأفراده بعد فقد ألفٍ و93 عنصراً منهم في معركة هجليج الأخيرة التي انتهت بانتصار لقوات الجيش السوداني، تسميه جوبا «انسحابا». وقال المصدر إن موبوتو مامور الرجل الثاني في الحركة الشعبية لتحرير السودان، الحزب الحاكم في دولة الجنوب، وصاحب الكلمة النافذة في الجيش الشعبي سافر إلى العاصمة الأوغندية كمبالا لاستجلاب خمس طائرات ميج للاشتراك في قتال جديد ضد السودان. وأضاف المصدر أن معارك شرسة تدور حاليا بين القوات المسلحة السودانية من ناحية والجيش الشعبي وقوات الجبهة الثورية من ناحية أخرى في المنطقة الواقعة بين تلودي ومفلوع في منطقة جنوب كردفان، وأن الجيش السوداني تعامل بحسم مع القوات الجنوبية، متوقعا أن ينهي معاركه خلال ساعات. وأوضح المصدر أن القوات الجنوبية المتسللة في منطقة جنوب النيل الأزرق، تحديدا منطقة الدالي والمزموم جرى التعامل معها. وفي الإطار ذاته، كشف المصدر عن إرسال رئيس دولة الجنوب سلفاكير ميارديت مبعوثا سريا إلى الخرطوم خلال الأيام الماضية لبحث مخرج من معركة هجليج قبل إعلان حكومة جوبا عن الانسحاب. وكشف المصدر المطلع عن معلومات مفادها أن جوبا كانت تخطط لاعتقال الرئيس السوداني عمر البشير عند حضوره إليها لتوقيع اتفاق الحريات الأربعة، وتابع «جرى الترتيب لاعتقال البشير في جوبا بالاستعانة بقوات بلجيكية وأمريكية وفرنسية». في سياق متصل، أكد جيش تحرير جنوب السودان «ثوار الجنوب» استمرار عملياته العسكرية على مستوى ولايات الجنوب العشر حتى يتمكن من إسقاط نظام الحكم في جوبا، وتزامن هذا الإعلان مع تنفيذه عملية عسكرية في ولاية أعالي النيل سيطر خلالها على المناطق التي تقع بين بور والرنك في الولاية كما سيطر على منطقة منقة وخمس قواعد عسكرية بها. بدوره، أعلن المتحدث الرسمي باسم جيش تحرير جنوب السودان، الملازم أول قاي مسيانق، أن المنشقين عن الجيش الشعبي (الجيش النظامي لدولة الجنوب) وسعوا عملياتهم العسكرية على مستوى ولاية أعالي النيل الكبرى، مبيناً أن الهجوم الأخير أسفر عن قتل وجرح عشرات من الجيش الشعبي بجانب أسر ثمانية من ضباطه. ولفت المتحدث إلى أن جيش ثوار الجنوب فرض سيطرته التامة على مناطق منقة جاو ومنكن في ولاية الوحدة، وطرد قوات الجيش الشعبي منها كما تحفظ على دبابة. إلى ذلك، بلغ عدد من قُتِلُوا من الأفراد والقيادات الميدانية من حركة العدل والمساواة الدارفورية في المعارك التي دارت بين الحركة الشعبية والجيش السوداني في منطقة هجليج 180 فرداً، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من أربعين. وأكدت مصادر من العدل والمساواة أن الحركة، التي حاربت الجيش السوداني في المعركة، تكبدت خسائر فادحة في الأرواح وفقدت كثيرًا من القادة. وكشفت المصادر عن أسماء القادة الميدانيين الذين لقوا حتفهم وهم حامد البلال، عيسى الظاهر رجب، دليل حامد شطة، عيسى تبن، صديق مرسال، صديق أحمد حامد، إدريس طاهر جمعة، موسى رمضان، جدو حسين، أزرق خميس محمد، أبكر نورين، جار النبي إدريس، محمد حامد محمد، محمد الطيب، مصطفى جدو، كريمة الطاهر حسن.