افتتحت مجموعة «نيو دايركترز فيلمز» في موما بنيويورك الأسبوع قبل الماضي الفيلم الجديد للمخرجة اللبنانية نادين لبكي «إلى أين نحن ذاهبون؟»، الذي تدور أحداثه حول مجموعة من النساء من الديانة المسلمة والمسيحية اللاتي يسكنّ في قرية نائية، وهن يحاولن وقف تهور واستعجال أزواجهنّ في مجتمعهنّ لخوض حرب أخرى جديدة. ونشرت مجلة النيويوركر في أمريكا تقريراً حول الفيلم قالت فيه إن الفيلم «حقق إيرادات عالية في شباك التذاكر اللبنانية منذ بدء عرضه في سبتمبر 2011، ولقي افتتاح الفيلم حفاوة بالغة في حفل عرضه الأول». وأضافت المجلة أنه «استطاعت نادين لبكي فرض الشخصية اللبنانية، وإظهار شكل المجتمع اللبناني في عدة جوانب في الفيلم، من ناحية الصراع الديني، وأماكن التصوير، وكذلك التفاعل بين الشخصيات داخل الفيلم». وتعد نادين لبكي من المخرجين اللبنانيين الدائمي الظهور في المهرجانات السينمائية في نيويورك، ولكنها تعتبر الأكثر جاذبية بأعمالها، التي استطاعت من خلال عملين لها فقط أن تُعد من أهم الإناث في صناعة الأفلام، وسبق لها أن أخرجت فيلم «سكر بنات»، الذي أحدث ضجة كبيرة لجرأته بمناقشته لحالة مجموعة من الإناث اللاتي يعملن في صالون تجميل، حيث تواجه كل منهنّ مشكلة اجتماعية من خلال عادات وضغوط المجتمع عليهنّ. واستوحت لبكي فكرة فيلم «إلى أين نحن ذاهبون؟» من الأوضاع غير المستقرة في لبنان، بعدما انفجر الوضع في 28 مايو عام 2008م، حيث اندلع نزاع بين أطراف عدة في لبنان في غضون ساعات، وهذا ما فجر تفكير نادين لبكي بفكرة الفيلم عندما فكرت (كما صرحت) «هل هذا حقيقي؟ هل سنمر بتلك التجربة مرة أخرى؟ ماذا لو كان لديّ طفل في ال18 من عمره، وتم استدعاؤه للجيش؟ ماذا سأفعل وكيف سأشعر كأم؟». وتناولت المخرجة أحداث الفيلم في صورة هزلية، ولكن في الوقت نفسه مأساوية، حيث يبدأ الفيلم باجتماع الشباب حول التلفاز الوحيد في القرية لمشاهدة تلك المذيعة التي ترتدي الجينز الضيق الذي يعتبر لهم لباساً غريباً مقارنة بلباس نساء أهل القرية، وتتطور الأحداث بعدما تتفق نساء القرية على فصل هذا التلفاز لمنع الشباب والرجال من مشاهدة هؤلاء المذيعات الجميلات، ثم تندلع حرب طائفية دينية في مناطق من البلاد، ويستعد أزواجهن لبدء الحرب وقتل بعضهم البعض مرة أخرى، وتبدأ حرب التجسس وجر الرجال والشباب لصرف انتباههم باستخدام فتيات الليل سيئات السمعة، وتبدأ النساء بمقاومة تلك الأحداث، وتلك الصراعات الدينية في سلسلة من المواجهات. وحول إصرار لبكي على إظهار قوة العنصر الأنثوي، أجابت أنها لا تتعمد ذلك، ولكن تعكس ما هو واقع وحقيقي، وتضيف أنه مازال لديها كثير من القضايا التي ترى أنها تستحق تسليط الضوء عليها، وأنه على الرغم من جرأتها وانفتاحها العقلي، فإنها تهتم بالأسرة، وبرأي المجتمع ككل. ومن ناحية أخرى، تعلمت أنها لابد لها أن تفعل ما تراه صحيحاً بدون النظر لما قد تراه غير إيجابي، أو سلبيا.