أكد دولة رئيس الوزراء البولندي دونالد تسك أهمية دور قطاعي الأعمال في المملكة وبولندا في تعزيز تعاونهما القائم واستثمار العلاقات السياسية المتميزة بين البلدين، مشيراً إلى أن هناك مجالات عديدة للتعاون في النفط والتعاون الدفاعي والصناعات الغذائية والخدمات الطبية والصحية والسياحة العلاجية ومجالات التأمين والخدمات المالية وغيرها من الخدمات التي يمكن أن تسهم في تعزيز علاقات التبادل التجاري القائم. ودعا دولته في كلمة له خلال اللقاء الذي جمعه والوفد المرافق له برجال الأعمال السعوديين الذي استضافه مجلس الغرف السعودية بالرياض اليوم وحضره عدد من مسؤولي المجلس ومجلس الأعمال السعودي البولندي ورجال الأعمال, رجال الأعمال في البلدين الى استثمار العلاقات القائمة من أجل المساهمة في تعزيز ودفع العلاقات التجارية والاقتصادية القائمة بين البلدين الصديقين الى مستويات أفضل مما هي عليه خاصة وأن لدى البلدين مزايا اقتصادية وتجارية يمكن أن تعزز علاقات التعاون القائمة. ونوه دونالد تسك بالمواقف الكبيرة للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله – من أجل المحافظة على السلم والأمن الدوليين والحفاظ على استقرار منطقة الشرق الأوسط ، مشيرا إلى أن المملكة بلد يسعى الجميع للتعاون معها نظرا لما تتمتع به من سمعة دولية وقوة اقتصادية كبيرة. وأثنى رئيس الوزراء البولندي على الدور الذي يقوم به رجال الأعمال في البلدين وما يقوم به قطاع الأعمال البولندي في تنمية بلاده والدخول في شراكات خاصة على الصعيد الأوروبي والاستفادة من الطفرة الاقتصادية التي تعيشها بولندا حاليا , حيث استثمرت الحكومات البولندية المتعاقبة نحو 200 مليار دولار في مجالات تنمية وتطوير وإنشاء البنية التحتية. وعرض دولته مؤشرات اقتصادية لبلاده مشيرا الى أنها تميزت بأنها الدولة الأولى أوروبيا في مجالات استقطاب الاستثمارات الخارجية وتمكنت من تجنب آثار الأزمة الأوروبية المالية والازمة المالية العالمية وأنها تتمتع باستقرار مالي يقابله انفاق حكومي كبير يعد حافزا لقطاع الأعمال للتوسع في نشاطه. ورأى تسك أن هناك تباينا في القطاعين الصناعيين في المملكة وبولندا وأنه يمكن للقطاع الخاص في البلدين استثمار هذا التباين لتطوير شراكات واقامة مشاريع مشتركة تعود بنفعها لشعبي البلدين الصديقين. وكان اللقاء قد افتتحه أمين عام مجلس الغرف السعودية الدكتور فهد السلطان الذي رحب بالزيارة التاريخية لرئيس وزراء بولندا لمجلس الغرف خلال زيارته الحالية للمملكة ،واصفا إياها بأنها تأتي تقديرا للدور الذي يقوم به قطاع الأعمال في المملكة . من جانبه رحب نائب رئيس مجلس الغرف السعودية فهد الربيعة بزيارة رئيس الوزراء البولندي للمملكة ولقائه برجال الأعمال ،مؤكدا أن الزيارة تعبر عن التقدير الحكومي في بولندا لدور رجال الأعمال في الدول الصديقة ومن بينها قطاع الأعمال السعودي. أوضح الربيعة أن حجم التبادل التجاري القائم بين المملكة والذي لايتجاوز 2.1 مليار ريال لايعد مقياسا حقيقيا لمدى مايتمتع به اقتصادي البلدين ،مشيرا الى أن الصادرات السعودية في العام 2010م بلغت 536 مليون ريال مقابل 1.8 مليار ريال واردات بولندية للمملكة. وحث نائب رئيس مجلس الغرف السعودية حكومتي البلدين والقطاعين الخاص فيهما بتفعيل الاتفاقيات الموقعة والأطر القانونية التي تنظم العلاقات بينهما لتعزيز التبادل التجاري واستثمار الإمكانات الحقيقية للبلدين من أجل النهوض بمستوى التبادل القائم حاليا. كما تحدث خلال اللقاء الدكتور ياسر الحربي رئيس مجلس الأعمال السعودي البولندي عن دور المجلس ومايقدمه من خدمات لقطاع الأعمال في البلدين وعمله على حل كافة العوائق التي تحول دون تدفق الاستثمارات وانسياب السلع بين البلدين بالتنسيق مع الجهات الرسمية وسفارتي البلدين الصديقين. ودعا الدكتور الحربي الجانب البولندي إلى زيادة حجم وعدد الوفود التجارية الى المملكة , مقترحا أن يتم تنظيم زيارة 4 وفود تجارية سنويا وتشجيع إقامة المعارض بين البلدين للتعريف بالمنتجات التي يمكن لسوقي البلدين الاستفادة منها. وجرى خلال اللقاء حوار مفتوح مع رئيس الوزراء البولندي استمع فيه إلى ملاحظات ومقترحات رجال الأعمال السعوديين من أجل تنشيط التعاون المستقبلي بين البلدين ومن بينها أهمية استكمال الأطر التنظيمية للعلاقات بين البلدين والعمل من أجل تنظيم رحلات جوية مباشرة بين البلدين وإحاطة المستثمرين السعوديين من خلال مجلس الأعمال المشترك بالفرص والمجالات الاستثمارية التي يمكن أن يسهموا بها. وفي رده على سؤال لوكالة الانباء السعودية حول أبرز النتائج التي تحققت خلال زيارته الحالية للمملكة أوضح رئيس الوزراء البولندي دونالد تسك أنه التقى خلال زيارته الحالية بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وبحث معه مجمل العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين والحرص على تنميتها وتطويرها بما يخدم الشعبين الصديقين. وقال: “إنه أجرى عدة لقاءات مع عدد من أصحاب السمو والمعالي الوزراء بحث فيها دراسة إمكانية شراء النفط السعودي ومدى مساهمة شركة الصناعات الأساسية سابك في تطوير خصخصة قطاع البتروكيماويات البولندية ومشاركتها في هذا المجال وبحث التعاون في مجالات الخدمات الصحية والطبية والسياحة العلاجية” . ورحب دولته باستقبال المزيد من الطلاب والمبتعثين الراغبين في الالتحاق بالجامعات والمعاهد والمراكز البولندية تحت إشراف حكومتي البلدين الصديقين وشجع في الوقت ذاته استقطاب استثمارات سعودية في مجالات البنى التحتية والخدمات المالية والتأمينية. ووعد رئيس الوزراء البولندي بالعمل من أجل حل كافة العوائق التي تحول دون تنمية الحركة الاقتصادية والتجارية بين البلدين الصديقين وتشجيع قطاعي الأعمال في الدخول في شراكات عديدة في مجالات متنوعة. وسبق اللقاء عقد لقاءات جانبية بين رجال الأعمال في البلدين لبحث سبل التعاون المستقبلي والدخول في شراكات جديدة. حضر اللقاء الوفد الرسمي والتجاري المرافق لرئيس الوزراء البولندي ومسؤولو مجلس الأعمال السعودي البولندي المشترك وعدد من رجال الأعمال في البلدين الصديقين. الرياض | الشرق