انتقد مختصان في الشأن العقاري توالي المزادات العقارية في المنطقة الشرقية بشكل لافت في الربع الأول من العام الجاري، مشيرين إلى عدم استفادة المواطنين وصغار المستثمرين من تلك المزادات. وأرجعا ذلك إلى ثقافة أصحاب المزادات، التي تحرص على بيع المخطط بأسرع وقت ما يضيع فرصة توفير السيولة الكافية والتفكير للراغبين في الشراء. وأوضح الخبيران ل«الشرق» أنَّ بعض المزادات التي شهدتها الشرقية انتهت في فترات زمنية قصيرة مقارنة بمساحة المخطط المطروح للبيع ، بل أنَّ بعض المزادات بيعت خلال ساعة واحدة. خالد بارشيد وبيَّن المستثمر العقاري خالد بارشيد، أنَّ المزادات العقارية أصبحت حكراً على شريحة معينة من بينها، كبار العقاريين، المجموعات العقارية، والسماسرة، وأصبح ذلك معروفاً لدى عامة المواطنين، إذ بدؤوا بالانسحاب تدريجياً من الحضور في تلك المزادات لعلمهم المسبق بأن فرص حصولهم على قطعة أرض باتت مستحيلة في ظل المزايدات المبالغ فيها التي تحدث في تلك المزادات على البلكات وليس القطع المنفردة. وأشار إلى أنَّ القطاع العقاري السعودي يفتقد إلى المرجعية التي تحكم وتنظم السوق بما يحفظ حقوق المواطنين الراغبين في الشراء، أو صغار المستثمرين حديثي العهد . وأشار بارشيد إلى أنَّ هناك عقاريين ومطورين أبدوا تجاوباً مع اللجنة العقارية فيما يتعلق بترتيب وجدولة المزادات لإعطاء المواطنين والعقاريين فرصة أكبر للتصفية وتوفير السيولة الكافية للدخول في المزادات، بينما لم يتجاوب البعض ما ساهم في ارتفاع وتيرة المزادات وتتابعها بشكل ملفت خلال الربع الأول من هذا العام. خالد السماعيل من جهته، قال مدير شركة صوت المزادات لتنظيم وإقامة المزادات العقارية بالشرقية خالد السماعيل، إنَّ الشرقية تصدرت مناطق المملكة في مجال إقامة المزادات العقارية حيث بلغ عدد المزادات العقارية التي شهدتها الشرقية في الربع الأول من العام الحالي 12 مزاداً كان من أبرزها وأكثرها تحقيقاً للمبيعات مخطط القيروان، وواحة السمحانية، فيما شهد مخطط درة الخليج الذي استمر ثلاثة أيام حضور أعداد كبيرة من المساهمين والراغبين في الشراء من خارج المنطقة. وأضاف أنَّ الحركة العقارية التي تشهدها الشرقية من تنظيم وإقامة المزادات شجعت الكثير من المستثمرين للدخول في هذا النوع من الاستثمار.