علمت «الشرق» من مصادر موثوقة أن الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح اعتذر عن لقاء مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بن عمر، الموجود في صنعاء منذ أيام لاحتواء التصعيد بين طرفي الصراع في البلاد والدفع بالتسوية السياسية لتجاوز معوقات اعترضتها مؤخرا. وقالت المصادر، إن صالح تعلل بأنه مريض لتجنب لقاء بن عمر الذي لعب دورا مهما في إقناع صالح بتوقيع المبادرة الخليجية وذلك خشية أن يتعرض لضغوط من بن عمر أو إحراج كما قالت المصادر. وكان بن عمر قال في صنعاء أمس الأول أن التسوية السياسية في اليمن تعترضها معوقات كثيرة داعيا الأطراف السياسية إلى العمل على إنجاح التسوية وتمكين الرئيس الجديد والحكومة التوافقية من أداء دورها دون معوقات. وقرر بن عمر اللقاء بصالح لدفعه على إقناع شقيقه قائد القوات الجوية ونجله قائد الحرس الجمهوري بقبول تنفيذ قرارات الرئيس عبد ربه منصور هادي التي نصت على نقل قائد القوات الجوية إلى وزارة الدفاع وقضت بتعيين ضابط من أتباع اللواء علي محسن قائدا لأكبر ألوية الحرس الجمهوري في صنعاء وهو اللواء الثالث. وتحدث بن عمر في حديث متلفز أمس الأول عن أن هناك عددا من الدول تقدمت بطلب لإحالة ملف رفض أقارب صالح لقرارات هادي إلى مجلس الأمن إلا أنه قال إن الحلول يجب أن تبقى سياسية، وإن فرض عقوبات على الأطراف المعطلة سيكون آخر المطاف في حين فشلت كل الجهود المبذولة من قبل السفير الأمريكي. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن صالح سيوافق على اللقاء بجمال بن عمر في حال كانت هناك تسوية لأزمة القرارات الرئاسية ترضي الطرفين. وفي ذات السياق قالت المصادر، إن العلاقة بين الرئيس هادي والرئيس السابق صالح تشهد قطيعة تامة وإن قيادات في المؤتمر الشعبي العام «حزب صالح وهادي» فشلت في جمع كل من رئيس حزب صالح ورئيس الدولة هادي على طاولة واحدة لتلافي الخلاف بينهما. وأكدت المصادر أن قيادات المؤتمر متمسكة بضرورة عدم ابتعاد هادي عن مسار الحزب وبقاءه في صف المؤتمر مهما كانت قراراته مجحفة ومؤذية لحزبه وقادته. كلنا نمارس دور المعارضة وفي أول ظهور له بعد أزمة قرارات الرئيس هادي دعا صالح الرئيس عبد ربه منصور إلى عدم الانتقائية في تنفيذ المبادرة الخليجية وعدم نصرة طرف ضد طرف آخر لأن هذا سيوجد أزمة جديدة داخل الأزمة الحاصلة في البلد. وقال: إن من خرجوا للشارع اتفقوا على إسقاط «نظام صالح»، وأضاف: ودعوت إلى انتخابات مبكرة وشكلت حكومة ائتلافية وهذا كل ما نفذ من المبادرة الخليجية، وتساءل صالح عن عدم تنفيذ بقية بنود المبادرة الخليجية بحسب ما نصت علية الآلية التنفيذية المزمنة. وقال صالح خلال لقاءه خريجي كلية الإعلام بجامعة صنعاء، كلنا صرنا نمارس دور المعارضة، ماعاد هناك حزب حاكم وأحزاب معارضة، والمزايدة موجودة لدى كل الأطراف، وقال: إن المعارضة انتقلت للحكم وحزب المؤتمر الآن صار يعارض، لا يعارض لهدم الإنجازات ولكن معارضتنا للخطط غير السليمة والأشياء غير المقبولة التي لا تخدم الوطن والمواطن . وتعيش اليمن حالة من الانسداد في المشهد السياسي بعد أن رفض أقارب صالح قرارات الرئيس هادي العسكرية الأمر الذي اعتبره شباب الثورة سببا لرفضهم الانخراط في الحوار مع اللجنة الحكومية المشكلة لمحاورة شباب الساحات من أجل تمثيلهم في مؤتمر الحوار الوطني لإنهاء اعتصاماتهم. طرد وزيرة حقوق الإنسان وقام شباب ساحة التغيير بصنعاء مساء الجمعة بطرد وزيرة حقوق الإنسان رئيسة اللجنة المشكلة لحوار الشباب من خلال ترديدهم هتافات تطالب حكومة الوفاق بإنهاء سيطرة صالح وأقاربه على مقاليد السلطة والقرار في الجيش والحكومة حسب شعاراتهم. وانسحبت الوزيرة حورية مشهور من منصة ساحة التغيير لعدم قدرتها على إدارة الحوار مع مكونات الشباب رغم أنها تعينت وزيرة في حكومة الوفاق من ساحة التغيير التي انضمت إليها بعد أن استقالت من حزب الرئيس صالح إبان اندلاع الاحتجاجات الشبابية مطلع العام الماضي 2011م. وقالت الوزيرة حورية مشهور، إن الشباب على حق في رفضهم بقاء أدوات صالح في الحكم، لكنه كان عليهم التعبير عن مطالبهم بطريقة حضارية غير تلك التي قابلوه بها في الساحة.