يبدو أن المقاصف المدرسية مثل البطة السوداء توفر دخلا للمدرسة يستثمر في بعض الأنشطة وخدمات المدرسة والإعانات والمجاملات، لكنها الأقل حظا من حيث الاهتمام والقيمة والمستوى، ومع أن وزارة التربية والتعليم فتحت ملفات حيوية ومهمة وقطعت فيها شوطا مثل المباني المدرسية والمناهج والنقل والحركة والتوظيف فإن هناك ملفات قد تكون دونها في سلم الأولويات التعليمية لكنها مهمة من حيث الناحية الصحية والنفسية، وللمقاصف المدرسية تاريخ طويل من التجارب والمعاناة منذ أن كان المقصف عبارة عن تميسة وجبنة وكوب شاي ثم سندوتش جبنة وتونة وأخيرا بطاطس وفطير وعصير عبر الشركات المتعاقدة بحسب المجاملات والمصالح، وبينهما التجربة العجيبة الغريبة في برنامج التغذية المدرسية التي ملأت معلباتها غير المأكولة الجبال والوديان والشوارع، وأتصور أن الذي اقترح تسمية المقاصف على الأماكن التي تبيع الأطعمة والمشروبات في المدارس لو علم بما يحصل فيها لاستنكر وشجب لأن المقصف حسب إطلاقه اللغوي يعني مكان الترفيه وتجديد النشاط وليس مكانا تعيسا لتزويد الطلاب بالسعرات الحرارية الزائدة والأغذية غير المفيدة ولا مانع معها من قليل من الميكروبات والفيروسات لأنها نوع من التطعيم العشوائي لزيادة مناعتهم، والتقرير الذي نشرته المدينة أمس يلقي ضوءا بسيطا على بقعة مظلمة لا يلتفت إليها مع أنها تهم كل بيت في بلادنا لأنها المكان الوحيد الذي نترك أطفالنا يأكلون فيه ونحن مطمئنون إلى حرص وإخلاص المربين، وإلقاء الضوء لايكون بزيارة مسؤول كبير بالوزارة لبعض المدارس والوحدات الصحية المقترحة من مدير التعليم بالمنطقة وبتوصية من كبار مساعديه كلما نشر خبر بالصحف، وإنما في نظام دقيق وصحي للمقاصف المدرسية يكفل الشروط المعروفة للجميع ويرادفه نظام رقابي وعقابي مستمر على كل المدارس صارت زيارة أو لم تصر، واللوحة التي نشرتها الوطن في مدرسة هوازن بالطائف وتتضمن عبارة «مردك لي» فوق صورة قبر تحصيل حاصل لأن بعض المقاصف المدرسية بحسب التقرير يمكن أن تؤدي هذا الدور دون الحاجة لأن نفزع فلذات أكبادنا.