يقضي سائقو «السطحات» جُلَّ أوقاتهم خارج منازلهم، يجوبون الشوارع ليل نهار بحثا عن السيارات المتعطلة ميكانيكيا أو بسبب حادث مروري، يخرجون على أمل العثور على ضالتهم.. لكن خيبات الأمل الكثيرة تعيدهم إلى المربع الأول بخسارتين.. الوقت الوقود.عدد من السائقين السعوديين أكَّدوا ل «الشرق» أن العمل في السطحات مرهق جدا.. فهم لا يكتفون بتوزيع أرقام جوالاتهم وانتظار مكالمات الزبائن، بل عليهم أيضا التنقل من شارع لآخر مثل سائقي الليموزين، فأحيانا كثيرة يجدون زبائن في حيرة من أمرهم ويحتاجون إلى سطحة بشكل عاجل. مشيرين إلى أن منافسة السائقين الأجانب تقلل من نشاطهم بشكل كبير.وقال محمد العمراني إنه يقضي 14 ساعة تقريباً يومياً في الشارع، وأحياناً يكون العمل جيداً وأحياناً أخرى لا نجد شيئاً، مشيراً إلى أنهم يرضون بالقليل الذي يوفر لهم الستر وقضاء حوائجهم، وأضاف «ليس لي مصدر دخل آخر سوى هذه السطحة لإعالة زوجتي وأبنائي الثلاثة».ولفت إلى أن تفضيل كثير من المواطنين سائقي السطحات الأجانب أثَّر على دخلهم بشكل كبير، ففي إحدى المرات اتفق مع أحدهم على نقل سيارته إلى صناعية تبوك مقابل سبعين ريالاً، لكنه وجد سائقاً أجنبياً، من خلفي، يقبل بخمسين ريالاً فاختاره وتركني. وأشار إلى أن أي أعطال تصيب السطحة تعني خسارة كبيرة ربما توازي حصاد شهر كامل، فأسعار قطع الغيار مرتفعة جداً.أما خالد العطوي فأكَّد حديث زميله العمراني بأن منافسة السائقين الأجانب تضطرهم في كثير من الأحيان إلى القبول بأجور ضعيفة، فلا خيار أمامهم، مشيراً إلى أنه قَبِل بنقل سيارة من تبوك إلى الرياض ب 1800 ريال فقط على الرغم من أن أجرة هذا المشوار أكبر من هذا الرقم.ولفت إلى أنهم يواجهون أحياناً مضايقات من بعض الجهات الحكومية حول الموقع الذي يمكثون فيه.