قرأت في جريدة عكاظ ليوم السبت 14 إبريل لهذا العام خبراً مفاده أن الخارجية الأمريكية تكرّم باحثة نووية سعودية وذلك ضمن برنامج نساء متميِّزات في العلوم، وقد أثار الموضوع اهتمامي ليس لموضوع التكريم في حد ذاته أو من تمَّ تكريمُهم ولكن للعلاقة التي تربط وزارة خارجية دولة ما بموضوع تكريم باحثات في مجال أبحاث علمية أكاديمية بحتة. ولأنني أحسن الظن دائما فقد حاولت وضع عدة احتمالات علَّها تنفع في أن تقنعني أو تحيد بي عن سوء الظن. ومن هذه الاحتمالات تاريخ الولاياتالمتحدةالأمريكية الداعم والمشجّع للمبدعين والمفكرين واعتماد اقتصادها منذ نشأتها على استقطاب وجذب العقول لما تقدِّمه لها من ابتكارات وقدرات تتجاوز العائق الزمني المحدود للموارد الناضبة إلى البحوث والاكتشافات الإنسانية. ولكن هذه الإجابة مازالت لاتجيب على الجزء الثاني من السؤال وهو لماذا وزارة الخارجية بالذات من يقوم بهذا الدور؟ ولماذا تُكرِّم النساء دون الرجال؟ أما الاحتمال الآخر فهو أن الولاياتالمتحدةالأمريكية دائماً تدَّعي أنها تقوم بدور رئيسي في دعم دول العالم الثالث عبر ترسية أسس للديمقراطية ومساعدتها على بناء اقتصادياتها؟ ولكن الواقع الذي نعيشه عبر التجارب المريرة التي لحقت بعض دولنا العربية تثبت عكس ذلك تماماً. وثالث احتمال اهتمام الولاياتالمتحدة بقضية مساواة المرأة ومن هنا فهي تدعم المرأة ولكن هذا لا يجيب على دور وزارة الخارجية والبحث النووي بالذات. ورغم محاولاتي المستميتة لإيجاد جواب مقنع ومحاب إلا أنني ركنت إلى سوء ظني واحتمال أخير ألا وهو أن الذيب ما يهرول عبثاً. وعلينا أن نفهم دوافع الذئاب حولنا وأن نبادر بالاهتمام بكفاءاتنا والحفاظ على طاقاتنا ودعمها وبناء اقتصادنا على الأبحاث والاكتشافات قبل أن يأكل الذيب غنمنا.