هناك حقائق تاريخية لا يستطيع أي إنسان نكرانها، ومنها أن الفرس أصحاب حضارة وعمران وتقدم إداري شهد له الإسلام، بل واستعان بهم الخلفاء لتحسين أداء الدولة الإسلامية وتنظيم دواوينها.. ولكن ما علاقة فرس اليوم بفرس الأمس؟ وهل التقدم الذي حققه الأجداد لدى أي شعب من الشعوب سيبقى فخراً للأحفاد حتى في تخلفهم وتراجعهم؟ أحمدي نجاد الذي ينكر اليوم الحضارة الإسلامية وينسب ما حققه الإسلام والمسلمون إلى بعض العنصريين من الفرس تعبيراً عن أطماعه وأحقاده وتخلفه، كان بالأمس القريب يكذب علينا باسم الإسلام، ولعله يعرف أو لا يعرف أن عشرات الشخصيات من العجم في بلاد فارس وتركيا وطاجيكستان وتركمانستان والهند والسند والبربر وغيرهم هم من البناة الحقيقيين للحضارة الإسلامية التي ينكرها اليوم وينسب ما حققته للفرس وقياصرتهم وملوكهم الظالمين المستبدين. وينسى أن نابليون والإسكندر قد هزماهم قبل وبعد أن هزمهم الإسلام والعرب. فلماذا لا يصب شيئاً من حقده وعنصريته على الإسكندر أو نابليون أو حتى على أباطرة التتار أو المغول أو غيرهم ممن عاثوا فساداً بإيران وغيرها عبر التاريخ؟ لماذا لا يفقه من التاريخ سوى معركة القادسية وخالد بن الوليد وعمر بن الخطاب؟ هل قدر العالم أن يظل يدفع الأثمان الباهظة بسبب وجود شخصيات مثل ستالين وهتلر وصدام وأحمدي نجاد، وغيرهم من المرضى بجنون العظمة والسادية، الذين يعادون الوعي ويترنمون لجهلهم المستدام؟!