فيما صفحة «إبداعية» في إطلالتها الأولى: ماذا أكتب؟ وبماذا أبوح؟ سأحرص على أن تكون كلماتي مقتصدة، وعباراتي متقشفة... بيد أني لن أعمل المقص في أجنحة الفرح.. لن أقص ريش تلك الأجنحة الناعم الأنيق، ولأدعها تطير وتحلق في الفضاءات الرحبة، كما يليق بطائر النور العالي، ونورس الضياء الفسيح. إن الفرح بولادة صفحة «إبداعية» أمر مشروع، خصوصاً وأنها تتيح لجميع الأصوات التي تتقن التغريد أن تمارس تغريدها الجميل ها هنا.. إنها شجرة وارفة تمنح أغصانها كل العصافير المحلقة والمقبلة من جميع الجهات، لتطلق غناءها الوسيم ولتمارس تحليقها البهي.. وهي شرفة مليئة بالأقمار والشموس والورد والفراشات والشذى والعبق الفاتن... ذات تنوع صريح وواضح، غنية بالدندنات، متعددة النغمات، وعلى مختلف المستويات في البوح والتحليق.. تحتفي بأهل الإبداع جميعاً، من كافة المشارب والمضارب والجهات والشرائح والأطياف والألوان... لا تنحاز لجهة محددة. ولا تحطب في حبل تيار معين.. تفتح نوافذها للجميع، وتبتهج بالجميع... المهم لديها هو «الإبداع».. أن يكون حقيقياً وأصيلاً، وعلى صلة وثيقة بالإنسان.. وأن يكون غنياً بالحرائق والحدائق... وأن يكون حريصاً على أن يمكث في القلب، وأن يحيا في الزمن، وأن يكون عصياً على ما يؤثثه الزبد وما يقترحه النسيان...