فتح قصر طوكيو أبوابه مجدداً الخميس الماضي بعدما توسع ليمتد على 22 ألف متر مربع مكرسة للفن المعاصر في قلب باريس، مضاعفاً بذلك مساحته ثلاث مرات، أملاً بالتحول إلى قطب الإبداع الرئيسي في أوروبا. وقال جان دو لوازي الذي يرأس منذ يونيو الماضي الشركة العامة لقصر طوكيو لوكالة فرانس برس “بحسب معلوماتي إنه أكبر مركز للفن المعاصر، من دون مجموعة دائمة في أوروبا”. الجناح الغربي لهذا المبنى الضخم القريب من برج إيفل، والذي شيد العام 1937 من أجل المعرض العالمي، مغلق منذ عشرة أشهر تقريباً لإجراء عمليات ترميم. وهو يضم منذ عشر سنوات “موقع الإبداع المعاصر” على مساحة سبعة آلاف متر مربع، أما بقية المساحة فكانت مهجورة منذ التخلي عن مشروع لإقامة قصر السينما العام 1998. وفي إطار أشغال التحديث التي كلفت 20 مليون يورو قام المهندسان المعماريان آن لاكاتون، وجان فيليب فاسال، بإعادة توحيد المبنى الذي بات مكرساً بكامله تقريباً للإبداع الفني. وقد عملا بشكل بسيط ومقتصد فأزالا جدران فاصلة والسقف الاصطناعي، وأبرزا الكوات الزجاجيات التي كان يغطيها. وقبل أيام قليلة من إعادة الافتتاح كان لا يزال العمال ينشطون لوضع اللمسات الأخيرة، وتحضير المعرض الافتتاحي الكبير الذي ينطلق في 20 أبريل والاحتفال بولادة قصر طوكيو “الجديد” انطلق مساء الخميس، واستمر حتى منتصف ليل الجمعة، مع فتح الفسحات المخصصة للعرض لمدة 28 ساعة متواصلة. وأقيمت مناسبات وحفلات موسيقية وعروض ومؤتمرات. وأكد المنظمون أن الفكرة تقوم على توفير “رؤية مكثفة ومسرعة ومجنونة للطاقة التي سيشهدها قصر طوكيو في السنوات المقبلة”. وسيكتشف الزوار أعمال عدة أنجزت للمبنى، ويفترض أن تبقى فيه لمدة سنة تقريباً. الفنان الأمريكي – السويسري كريستشان ماركلاي الحائز جائزة الأسد الذهبي في بينالي البندقية العام 2011 وضع “زجاجيات” لنوافذ المطعم القريب من المدخل. وهي مغطاة بكلام قصص مصورة. ويوضج دو لوازي “أنه صوت الحياة التي تدب” في القصر مجدداً بعد أشهر من الإغلاق. ويقع الزائر أيضاً على عمل لماريا لوبودا البولندية الأصل التي تستخدم في صباغها السم المقطر (الزرنيخ والسيانور والزئبق..). ويؤكد دو لواز “احتاج إلى أن يتم الشعور بالطابع السام للفن. الفن يحول ينقذ أو يدمر”. وعلقت فوق الدرج منحوتة ملفتة للبلجيكي بيتر بوغينهاوت بعنوان “الأعمى الذي يقوم الأعمى”. ويؤكد دو لوازي “إنه الذهول. يجب الولوج إلى العمل من خلال القبول بالظلمة”. وكان دو لوازي مفوضاً لمعارض عدة، ولا سيما “مونومنتا” لانيش كابور في “غران باليه” في باريس العام 2011. وتخيل الفرنسي جان – ميسال البيرولا “غرفة التعليمات” التي تضم توجيهات مكتبوة من قبل الفنان لتحويا لحاضر في غياب الإيمان بالأوهام. وعلى أربعة طوابق سيستضيف قصر طوكيو معارض موقتة ومعارض أحادية الموضوع حول فنانين من أجيال مختلفة، فضلاً عن توجيه بطاقة دعوة لمبدعين لكي يتصرفوا على هواهم. وستكرس قاعات سينما لفن الفيديو. القاعة الكبرى التي تتسع ل500 مقعد لا تزال بحاجة إلى تبرعات لترميمها. وسيفتح مطعم يطل على نهر السين أبوابه في سبتمبر. أ ف ب | باريس