احتشد مئات الآلاف من أنصار التيار الإسلامي في مصر في ميدان التحرير أمس في مليونية «حماية الثورة»، وطالبوا بمنع المسؤولين في النظام السابق من الترشح لرئاسة الجمهورية وحذروا من محاولات سرقة ثورة 25 يناير، بينما قاطعت هذه المليونية معظم القوى الثورية لخلافها مع جماعة الإخوان المسلمين. وطافت مسيرة أرجاء ميدان التحرير للتنديد بترشيح اللواء عمر سليمان لمنصب رئيس الجمهورية لكونه أحد رموز نظام حسني مبارك، وحمل بعض المتظاهرين نعشا رمزيا ملوناً بالأسود وعليه عبارة «سليمان وإسرائيل..إيد واحدة». ورفع المتظاهرون العديد من اللافتات المناهضة التي تطالب بمنع ترشح المسؤولين السابقين لرئاسة الجمهورية، وعلى رأسهم اللواء عمر سليمان والفريق أحمد شفيق، ولافتات أخرى تطالب بإلغاء المادة 28 من الإعلان الدستوري، والتي تنص على عدم جواز الطعن على قرارات اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة، بينما طالب أنصار الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل برد الاعتبار إليه بعد ما أثير مؤخرًا حول جنسية والدته. من جانبه، قال الداعية الدكتور صفوت حجازي إن الشعب المصري لن يسمح بإعادة إنتاج النظام القديم، وأكد أن المشاركين في جمعة حماية الثورة» لم يأتوا من أجل منع ترشح عمر سليمان للرئاسة فقط، وإنما جاؤوا من أجل منع كل من ينتمي لنظام حسني مبارك، قائلاً «جئنا لنقول لا لنائب مبارك، ولا لرئيس وزراء مبارك، ووزير خارجية مبارك، ولن نستبدل عميلاً بآخر». وتساءل حجازي «إذا تم ترشيح جميع رموز النظام السابق فلماذا لا يخرج علينا مبارك من محبسه ويترشح للرئاسة ويقول أنا مفجر ثورة 25 يناير في ظل ترشح نائبه الذي صرح من قبل بأنه قَبِلَ منصب النائب ليحمي مبارك». وأضاف في خطبة الجمعة في الميدان «لا نريد ولا ننتظر من المجلس العسكري أن يُصدِّق على قانون العزل السياسي، لا ننتظر منه صدقة ولا نعمة، نقول لهم إن الشعب هو الذي سيسقط الفلول». وأكد «حجازي» أن الشعب سينزل إلى الانتخابات وسيقول «لا للفلول»، وأن الشعب الذي أسقط الفلول في انتخابات البرلمان سيرفضهم أيضاً في انتخابات الرئاسة. وتابع «لن يستطيع أحد أن يزوِّر صندوقاً واحداً، وأقول للجميع نحن شهداء على كل صندوق انتخابات رئاسية، وستقطع كل يد تحاول تزوير أي صندوق». ووجه «حجازي» رسالة إلى المواطنين قائلاً فيها «ليس مهماً من ننتخب، المهم أن ننتخب رجلاً وطنياً من أبناء الثورة، لم يركع من أجل أمريكا، ولم يتربع في أحضان الصهيونية، وألا يكون من بقايا النظام السابق». كما وجه «حجازي» رسالة إلى المجلس العسكري، قال فيها «أنت لا تقف على مساحة واحدة من المرشحين، ونحن الشعب نملك الجيش والدستور، وستبقى ثورتنا سلمية وسنبقى يداً واحدة، وسنبقى ثواراً إلى أن يتحقق لنا ما نريد». ووصلت عدة مسيرات إلى ميدان التحرير أمس تضم الآلاف من المتظاهرين من مختلف ميادين ومساجد القاهرة ومحافظات مصر للمشاركة في جمعة حماية الثورة، اعتراضاً على ترشح عمر سليمان للرئاسة والمطالبة بتطهير الإعلام. ولم يكن موجودا في الميدان أمس سوى الحركات الإسلامية المشاركة في المليونية، ومنها جماعة الإخوان المسلمين، والدعوة السلفية، والجماعة الإسلامية، وأيضا أحزاب الحرية والعدالة، والنور، والأصالة، والبناء والتنمية، والوسط، والعمل، فيما تغيبت ائتلافات شباب الثورة والأحزاب الليبرالية واليسارية التي أعلنت من قبل رفضها المشاركة في المليونية. وخلا الميدان من أي حضور أمني داخله، وبقيت قوات الأمن المركزي بعيدا عن الميدان، فيما كثفت الشرطة من وجودها أيضا في محيط مجلس الشعب.