لا شيء يمكن أن يميز «المجد» عن بقية القنوات التي تجعل من «التدين» مادة لها سوى التأريخ؛ يعني أسبقيتها فقط؛ إذ جاءت أولا: في اجتراح الاتجار ب»الإعلام» مع ما يخالطه من شيء من «احتساب» -أثاب الله تعالى كل مخلص. ويمكننا جراء ذلك أن نعد «المجد» بمثابة الأخ الأكبر لهن؛ ذلك أن هذه القنوات لم تكن سوى قناة واحدة تتباين في أسمائها ليس إلا! (وإن لم أكن موفقا في مثل هذه القراءة فدلوني على الفروق فيما بينها.. إذا ما استثنينا بعضا من مشغولات قناة دليل). وجراء الافتقار إلى»روح» العمل المؤسساتي بوصفه (إعلاما ذا رسالة) هذا أولا ومن ثم السقوط المدوي -ثانيا- في وهدة «عقلية التجار»! جراء هذين الأمرين: لن أجد حرجا في انتقاد ما ابتدعته «المجد» تاليا من «فقهيات» احتلاب جيوب مشتركيها إذ حرمت مشاهديها من عرض (كواليس أو مقاطع حصرية) إلا مقابل إرسال رسالة بقيمة ما! وهو ما انتهى بالقناة إلى أن تقارف شيئا من «الاستغلال»، ولست أدري هل هذا يقع تحت عين الهيئة الشرعية؟! أنا لا أظن ذلك. وبكل.. فلقد حفلت القناة أخيرا فيما يعرف بسياسة الاستغناء عن الكثير من الموظفين في سبيل الترشيد لتقليل النفقات وهو ما قد أتى على ما كان في «القناة» سابقا من شيء من كفاءة كان يمكن لها أن تتطور نسبيا؛ لكن حينما تدار «القناة» بعقلية تاجر تتحول بالضرورة من كونها قناة إلى: «دكان/ أو مبسط»! يتوسط «الجردة» في بريدة أو «الحفرة» في الرياض! أو يتخذ له مكانا قصيا في «جبل عمر» ينثر شيئا لنثر شيء من كنانة الأسهم! وسأمهل -على طريقة ابن تيمية- من يختلف معي ثلاث سنوات ليثبت لي أي متغير إيجابي أفادته «الأمة» من المجد، وحسبي أن «ربعنا هم.. هم.. على طمام المرحوم» غير أن ما يمكن أن يحسب للمجد هو فعلها «البطولي» إذ كسرت حاجز الخوف من وجود شاشة في البيت وأباحت «للحريم» تحديق النظر في «الرجال»دون شعور بالتأثم! سأتقي سهام -محبي المجد- ممن يحسبون بادي الأمر أن الوجه الآخر للدين الحق هو: «قناة المجد» وذلك بما جاء في مقابلة سابقة مع الأستاذ إسماعيل العمري إذ كان قطبا سابقا في المجد إذ قال»..لا أعتقد بل أجزم أن الإعلام المحافظ يفتقد الكثير من الخبرات، وأن الرؤية لديه منعدمة، وأن البرامج تسير بلا أهداف وأنهم يفتقدون للأسلوب المناسب في مخاطبة المشاهد، وأنهم لم يستطيعوا أن يقدموا لأنفسهم الانتماء المناسب، وتحسبهم جميعا وقلوبهم شتى، وأن بعض أصحابها يفتقد للإخلاص وصدق النوايا رغم ذلك أنا متفائل بالمستقبل».