اقتبست بعض المقاهي فكرة ال» بوك كافيه»، من نظيرتها الأوروبية، وتتلخص الفكرة في تخصيص زاوية من المقهى للقراءة، بهدف جذب الزبائن للمكان، وفي حين أيد البعض هذه الفكرة، رفضها آخرون، مبررين اعتراضهم بأن المقهى ليس مكانا مناسبا للقراءة. فكرة حضارية وتعتبر هالة الدوسري الفكرة حضاريةً جداً، موضحة أن ارتيادها المقهى يعتمد بشكل أساسي على نوعية الكتب التي يوفرها، وتحبذ الدوسري قراءة كتب الفلسفة، إضافة إلى تلك المتعلقة بالسفر والسياحة، بينما ترفض الدوسري فكرة عرض المقاهي للروايات، موضحة أن العامل المشترك بين مقاهي ال» بوك كافيه»، هو الاختلاط بالناس، لتبادل الآراء المختلفة أثناء قراءة كتاب.وشاركتها سارة محمد تأييد مقاهي ال» بوك كافيه»، موضحة أنها تقصد أحياناً المقاهي من هذا النوع، و تستغرب عدم تخصيص جزء من» مكتبات المقاهي» للنساء، و ترى أن المقاهي تعنى بالفائدة، إلى جانب الترفيه، ما يرضي مختلف شرائح المجتمع، و يزيد مرتادي المقهى، موضحة أن المقاهي القديمة كانت تركز على الجانب الثقافي، في حين باتت المقاهي في الوقت الحالي، ترفيهية أكثر منها ثقافية. أجواء صاخبة بينما يرفض فهد الخالدي القراءة في المقهى، باعتباره مكاناً لاحتساء القهوة، و تبادل الحديث، وليس مكتبة، مبيناً أن الفكرة غير منطقية، و يذكر أنه يفضل القراءة في البيت، أو المكتبة، و يضيف» أجواء المنزل أو المكتبة الهادئة، توفر جوا مناسباً للقراءة، فجميع الموجودين، يأتون من أجل المطالعة، و يكونون منشغلين بطبيعة الحال بالقراءة، على عكس أجواء المقهى الصاخبة، التي غالبا ما يطغى عليها صوت ماكينة القهوة، ما يجعل القارئ عاجزاً عن التركيز، ومشوّشاً أثناء القراءة».وذكر سامي أن المقاهي تهدف بالدرجة الأولى إلى الابتعاد عن أجواء العمل والدراسة، موضحاً أن وجود مكان مخصص للقراءة يذكره بأجواء الدراسة، و يعتبر الزوايا المخصصة للقراءة في بعض المقاهي مجرد ديكور إضافي. تأييد مشروط وتشجع الكاتبة تركية العمري وجود هذه المقاهي، كونها تحفز على القراءة، و تعدد عوامل مساعدة على التركيز، تشترط توفيرها من قبل المقهى، كوجود مكتبة، و أجواء هادئة، مشيرة إلى أن عدداً كبيراً من المقاهي، تبنت هذه الفكرة، وتعززها من خلال إقامة فعاليات ثقافية، حيث يكون معظم مرتاديها من المثقفين، مضيفة أن هذه الزوايا تمنح المكان انطباعاً حضارياً، كما أنها فرصة خاصة لاستغلال أوقات الانتظار، و كسر الملل، عبر القراءة.