رجحت مصادر عراقية مطلعة إمكانية عقد اللقاء السياسي المرتقب، الذي دعا إليه رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني بعد عودته إلى أربيل، خلال الأيام المقبلة على أن يضمه هو و رئيس الجمهورية، جلال طالباني، وسط توقعات بحضور رئيس الوزراء، نوري المالكي، الذي أشارت المصادر ل «الشرق» إلى مطالبته «طالباني» بأن يكون الاجتماع في بغداد وليس في أربيل. وقالت المصادر إن «طالباني» امتعض من موقف «المالكي» من مكان القمة بالرغم من الجهود التي يبذلها لتقريب وجهات النظر بينه وبين «بارزاني»، التي تطلبت منه التنقل ما بين بغداد وأربيل متجاوزا سوء حالته الصحية التي أقعدته على كرسي متحرك. وترى هذه المصادر أن الدعوة ستُوجَّه إلى قيادات الكتل البرلمانية بما في ذلك قيادات القائمة العراقية والتحالف الوطني، وتتوقع المصادر مشاركة رئيس مجلس القضاء الأعلى في الاجتماع وسط ترحيب متصاعد من قيادات القائمة العراقية التي دعت إلى تلبية دعوة «بارزاني» لإنهاء الاحتقان الطائفي والسياسي والأمني في البلاد ومعالجة كل المشكلات العالقة لمناقشة الحلول التي اقترحها «بارزاني» لملف نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، وأبرزها نقل التحقيق معه إلى محافظة كركوك، وهو ما رفضه مجلس القضاء. وتعتقد ذات المصادر، في حديثها ل «الشرق» أن استبدال المؤتمر الوطني بلقاء القادة البارزين في العملية السياسية يمكن أن يغير خارطة التحالفات البرلمانية الحالية ويعيد تكوين حكومة الشراكة الوطنية التي يترأسها نوري المالكي في دورتها التشريعية الثانية، وتجد هذه المصادر أن موقف التيار الصدري واضح في هذا السياق، لاسيما في عدم التجديد ل «المالكي» لدورة ثالثة. بدوره، وصف القيادي الكردي المخضرم، محمود عثمان، دور الرئيس طالباني في ترتيب هذا اللقاء بقوله «إن طالباني يعمل على محوري الحكومة الاتحادية والإقليم، ولديه نشاط أوسع على مستوى العملية السياسية». في السياق ذاته، تواجه فكرة عقد هذا الاجتماع انتقادات صريحة من ائتلاف دولة القانون، وهو ما أوضحه القيادي في الائتلاف، كمال الساعدي، بقوله إن دعوة رئيس إقليم كردستان لاجتماع لقادة الكتل السياسية يعد «نسفاً» للاجتماع الوطني، مضيفاً أن الدعوة لهذا الاجتماع تبدو مجرد رد فعل، فضلاً عن أنها محاولة لنسف الاجتماع الأساسي. وفي ذات الإطار، وصف النائب عن ائتلاف دولة القانون، عبد السلام المالكي، دعوة «بارزاني» بأنها لا جدوى منها، وقال «إن مثل هكذا دعوات تعمل على التشويش على الدعوات الرئيسة المتمثلة في الوقت الحاضر في الاجتماع الوطني الذي دعا له رئيس الجمهورية».وكان رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني قال في تصريح صحفي إنه بعد عودته إلى العراق سيدعو إلى اجتماع لقادة الكتل السياسية لوضع الحلول للأزمة في البلاد انطلاقا من اتفاق أربيل.بدورها، اتفقت القائمة العراقية مع طروحات رئيس الإقليم الكردي، ووصف القيادي في العراقية، طلال الزوبعي، دعوة «بارزاني» بأنها البديل للاجتماع الوطني بعد فشله، وعدَّ نتائج الاجتماع المرتقب أساساً لأية اتفاقات مستقبلية لحل المشاكل بين الكتل السياسية نتيجة عدم التوصل إلى حلول مرضية في الاجتماعات التحضيرية للمؤتمر الوطني المنتظر.وفي ذات الاتجاه، أكد النائب عن ائتلاف العراقية، حامد المطلك، أن دعوة رئيس إقليم كردستان لاجتماع لقادة الكتل السياسية تصب في مصلحة العراق، داعيا الكتل إلى تلبية هذه الدعوة والخروج بقرار صائب.