تعرفت على شاكر الشيخ في صحيفة (اليوم) ومن أول يوم التقينا شعرت أنه شخص غير تقليدي، يحب التميز، يرغب في التجديد، لا ينحاز للمألوف، بوده أن يقدم عملا نوعيا في مهنة الصحافة، ولهذا ارتحت له وعملت معه مباشرة وتعلمت منه الكثير. وكان أول عمل ميداني أقوم به خارج السعودية بتكليف منه هو تغطية تداعيات الهجوم الإسرائيلي على منظمة التحرير الفلسطينية في تونس. وكان عمري آنذاك 23 سنة فقط ولكنه أشعل الحماس فيّ وتدبر أمر سفري، وعدت له بحوارات وتقارير وصور أزعم أنها كانت جميلة وفيها سبق صحفي ومن أبرزها حوارا مع «أبو إياد» – يرحمه الله – القائد الفاعل والمؤثر آنذاك في المنظمة، وقد تناقلت وكالات الأنباء ذلك الحوار وما ورد فيه نقلا عن «الشرق» التي تمكن الزميل شاكر الشيخ عند توليه مسؤولية التحرير فيها من إحداث نقلة نوعية في مستواها حتى وإن كانت المدة قصيرة ولم تشفع لاستمرار ذلك التوهج للمجلة بسبب الظروف المالية آنذاك. علاقتي مع شاكر تعززت في مجلة «الشرق» فكنا نعمل لأكثر من 16 ساعة يوميا وفي هذه الفترة تعلمت منه الكثير من أسس ومفاهيم العمل الصحفي وكان له الفضل في إتاحة الفرصة لي لتولي مهام صحفية كبيرة رغم صغر سني فضلا عن تشجيعه لي بالقيام بالمبادرات وعدم الركون للعمل التقليدي . شاكر طاقة لم أر مثيلا لها إلا في الزميل قينان الغامدي، فبينهما تشابه كبير في الجلد والجرأة والقدرة على استقطاب الآخرين للعمل معهم بحماس دون النظر لأصل أو فصل أو محسوبيات أخرى، بل قياس الكفاءة عندهما بالإنتاج فقط. وقد قلت هذا الكلام لشاكر في منزله بالدمام في زيارة له قبل صدور (الوطن) بأيام فكان يسألني عن قينان الغامدي بوجود خالد الشيخ وما إذا كان قادرا على إدارة صحيفة بحجم المنتظر من (الوطن) عطفا على ما كان يقال عنها في ذلك الوقت، ولكونه لا يعرف قينان الغامدي عن قرب فقد قلت له أني كلما تحدث أمامي قينان تذكرتك يا «بو بدر» فهناك شبه بينكما كبير في طريقة الحديث والتفكير وفي حجم الجهد والوقت المبذول في مكان العمل بل حتى في طريقة التدخين والأمراض!!. لي ذكريات جميلة مع «أبو بدر» فقد سافرت معه ومع أسرته خارج السعودية وعشت معه أياما جميلة داخل العمل وخارجه. ويوم ودع الدنيا فقدته وعاتبت نفسي كثيرا كوني لم أكن وفياً معه بما كان يفترض، فقد أبعدتني عنه المهنة التي حببني إليها وعلمني لها هو. شاكر الشيخ