بدأت، صباح أمس، جلسات اليوم الأول لمؤتمر «اللغة العربية ومواكبة العصر»، الذي تنظمه الجامعة الإسلامية، بمشاركة 66 باحثاً وباحثة من دول مختلفة. وتناول المشاركون في الجلسة الأولى للمؤتمر، الذي يختتم أعماله اليوم، عبر أبحاثهم محور الجلسة «دور أقسام اللغة العربية في الجامعات في النهوض بالعربية وآدابها»، وأدارها الدكتور إبراهيم أبوعباة. وطرح الدكتور عبدالرزاق جعنيد خلال الجلسة ورقة قدم خلالها تصوراً لصناعة المعجم المختص، من خلال تحديد مجموعة أسس وقواعد، ينبغي الالتزام بها، مع ذكر نموذج تطبيقي لذلك، هو مصطلحات الفيزياء لتلاميذ «الباكالوريا». وقدم الدكتور هارون المهدي ميغا بحثاً بعنوان «تحديات تواجه اللغة العربية في التعليم العالي بغرب إفريقيا»، خلص من خلاله إلى وجود تحديات خاصة أو مباشرة تشمل: التحدي العلمي، متمثل في التقليل من شأن اللغة العربية والتنفير من تعلمها بأساليب متعددة في أوساط كثير من المثقفين ورجال التعليم العالي في غرب إفريقيا. وأكد أن اللغة العربية هناك تواجه تحدياً ثقافياً واجتماعياً وإدارياً وتحدث كل من الدكتور عبدالعزيز الصاعدي والدكتورة حليمة عمايرة والدكتور فريد عوض والدكتور كريم الخالدي والدكتور كمال أبو المعاطي عن مظاهر إقصاء العربية على المستوى الاجتماعي، مثل التحدث باللغات الأجنبية كميزة ومعيار للثقافة عند بعض أبناء الأمة العربية، واشتراط إتقان اللغة الأجنبية كشرط للتعيين في كثير من الوظائف. وفي الجلسات الثانية والثالثة والرابعة طرحت أبحاث تصب في المحور الثاني «اللهجات والتأصيل اللغوي»، حيث قدمت الدكتورة آمال أبو يوسف ورقة حول «لحن العامة في ضوء النحو والصرف» وقدم الدكتور عبدالرحمن يجيوي ورقة تناول فيها إشكالية واقع اللغة العربية وتداخله بواقع اللغات المحيطة به والمتفاعلة معه، في حين قدمت الدكتورة وسمية المنصور بحثاً حول بعض «استعمالات اللغة المحدثة (العربيزي)»، وقدم الدكتور عبدالعزيز بالحميد بحثاً أوضح فيه أنه يكشف عن أهمية الأطلس اللغوي الجغرافي وكونه أداةً حديثةً للربط بين اللغة والجغرافيا. وكان مدير الجامعة الإسلامية، الدكتور محمد العقلا، افتتح المؤتمر أمس الأول، وقال، في كلمة الافتتاح، إن عناية المملكة بالعلوم الإسلامية والعربية ظاهرة، وخدمتها للكتاب والسنة وما يتّصل بهما من معارف، محفوظة. وأضاف أن تنظيم الجامعة لهذا المؤتمر، يأتي نتيجة لإدراكها ضرورة مواكبة اللغة العربية لعصرها الحاضر. وقدم عضو مجلس هيئة حقوق الإنسان، الدكتور عبد العزيز الفوزان، محاضرة، ضمن فعاليات المؤتمر، مساء أمس الأول، أكد من خلالها ضرورة تمحيص التراث لأن فيه الصواب والخطأ والحق والباطل والغث والسمين، وفيه ما يناسب أزمنة وأحوالاً سابقة ولا يناسب زماننا وأحوالنا الحاضرة. وأوضح في محاضرته «الثقافة بين الأصالة والتجديد» أنه لا يمكن فصل الثقافية عن الدين، ولا يمكن فصلها عن اللغة، كما لا يمكن فصلها عن رصيده العلمي والأخلاقي.