ولع الفتى عبدالله ناصر آل حديل منذ طفولته برعاية الإبل، وبدأ بتقليد والده في الاهتمام بشؤونها وتلبية متطلباتها المرهقة، فيما يرفض عبدالله آل حديل إطلاق لقب «طفل» عليه، مستدلاً على تحمله المسؤولية برعايته النوق، حيث يرعى ما يقارب العشرين ناقة، من نوع «المجاهيم»، و يفضل إطلاق مسمى» فتى» عليه، بدلاً من اعتباره طفلاً صغيراً. ويذهب عبدالله ابن ال11 ربيعاً إلى مدرسته في الصباح الباكر، ثم يعود ليتناول غداءه، ثم ينتقل بعدها إلى مقر إبل والده، الذي غيبته ظروفه العسكرية، بسبب ارتباطاته، فحل ابنه مكانه في رعاية قطيع الإبل في قرية حجلاء في مدينة سلطان. ويذكر عبدالله أن يومه الدراسي يمر بصعوبة بالغة، بسبب اشتياقه للعودة إلى المنزل ورؤية «المجاهيم»، حيث يقضي فترة العصر كاملة وهو يرعاها، كما يجهز مؤونتها، عقب عودته مساء، وبعدها يحلب بعض النوق، ثم يعود إلى منزله بعد غروب الشمس، حاملاً إناء الحليب الذي أحضره من النوق. و يكمل عبدالله «ربما لا يصدق بعض الناس أنني أقوم برعاية هذا العدد الهائل من الإبل بمفردي، ولكنني أوفر لها احتياجاتها كافة يوميا من العصر وحتى المغرب، بعدها أعود لمذاكرة دروسي وحل واجباتي، أما بعد العاشرة مساء، فأخلد إلى النوم، بعد يوم شاق. وأشار إلى أنه رفض فكرة والده ببيع الإبل أكثر من مرة بسبب عدم وجود من يرعاها، طالباً منه إبقاءها كي يقوم برعايتها وتأمين احتياجاتها في غياب والده.