مساكين أولئك اليهود الذين خرجوا من بلادهم العربية في أربعينات وخمسينات وستينات القرن الماضي، تاركين كنوزهم التي تشبه مغارة (الأربعين حرامي)، لينقض عليها العرب اللصوص بمفتاح علي بابا السحري: «افتح يا سمسم»، ثم يلتهموا ذهبهم وياقوتهم ومرجانهم وزمردهم! تلك هي قضية الكيان الصهيوني الجديدة مع الدول العربية وخاصة مصر، وهي سر الحملة التي تقوم بها إسرائيل هذه الأيام عبر وزارة خارجيتها، التي بدأت بذلك المؤتمر الذي عقد في تل أبيب الخميس الماضي بعنوان «اللاجئون اليهود الهاربون من الدول العربية»، الذي حمّل خلاله نائب وزير الخارجية الإسرائيلية داني أيالون جامعة الدول العربية مسؤولية «اللاجئين اليهود الخارجين من مصر والدول العربية»، مطالباً إياها بدفع تعويضات للاجئين! داني أيالون لا يعترف – طبعاً – بأن اليهود باعوا ممتلكاتهم قبل رحيلهم، ومن ثم تصير الدعوة لمطالبة الصهاينة برد الذهب الذي سرقوه من مصر قبل هجرتهم ضرباً من العداء للسامية! وطبعاً أمريكا جاهزة! أظن أن العرب الآن أقوى من ذي قبل، وأعتقد أن الحذاء الذي ألقاه العراقي منتظر الزيدي في وجه بوش الابن هو نفسه الحذاء الذي ينتعله كل عربي يملك من الرجولة والكرامة أن يبعث به رسالة إلى هذا الكيان ومن يمثله: (نتناً يا هو) كان أو (دنيئاً)! وإذا كانت الإرادات الشعبية العربية متوحدة منذ زرع هذا الكيان على شيء واحد هو: «ضرورة اقتلاعه»، فأعتقد أن هذه الإرادات الآن أقوى من ذي قبل، ولا بد أن تُسمِع صوتها للعالم كله بعد أن اتهم الصهاينةُ العربَ بالاستيلاء على ممتلكات اليهود، إلاّ إذا كان من بيننا من يعتقد أن العرب بالفعل لصوص، وأن الصهاينة ضحية! دعكم من استحضار أمثال التنفيس على غرار: «ضربني وبكى.. وسبقني واشتكى»، أو التمتمة بكلمات لا يفهمها الصهاينة، ولا تقدم ولا تؤخر، وقولوا ماذا علينا أن نفعل إزاء هذه العصابة الفاجرة؟ هل نعتمد سياسة الحذاء؟!