منذ صغري وأنا أستغرب عندما أشاهد حكام البطولات الأوروبية وأسمع أو أقرأ نبذة عنهم، فأجد أن وظائفهم الأساسية مرموقة، فمنهم المحامي، والطبيب، والمهندس، والمصرفي وكذلك منهم إداريين قياديين في مختلف المجالات. مصدر استغرابي يعود إلى عدم معرفتي بدخلهم كحكام، وما الذي يرغّبهم بمزاولة مهنة كالتحكيم فيها ما فيها من الضغوطات والاتهامات والهجوم الإعلامي والجماهيري المستمر؟ هل ستضيف لهم شيئاً طالما هم أشخاص يعملون بوظائف تصنف من الأفضل دخلاً؟ صحيفة سبورت الأسبانية أجابت عن هذه التساؤلات، وقدمت تقريراً مختصراً قبل فترة عن دخل أصحاب القمصان السوداء سواء في أسبانيا وفي باقي الدوريات الأوروبية الكبرى. حكام الدوري الإنجليزي هم الوحيدين الذين يتقاضون راتباً شهرياً كمحترفين للتحكيم بحسب التقرير الذي ذكر أن الراتب الشهري لحكام البريمر ليغ هو الأعلى في العالم حيث يبلغ 24,000 يورو بغض النظر عن عدد المباريات التي يديرونها. يليه الحكم الأسباني الذي يتقاضى راتباً شهرياً ثابتاً 10,000 يورو، وأكثر من 3,400 يورو عن كل لقاء بمتوسط لقائين في الشهر، بالإضافة لبدلات المواصلات والمعيشة عند تحكيم مباراة خارج مدينته، وعقود دعائية تصل ل 12,000 يورو بالسنة، ليبلغ مجمل ما يتقاضاه الحكم الأسباني في الليغا قرابة 18,000 يورو. الحكام الإيطاليين يأتون في المرتبة الثالثة، براتب ثابت يصل ل 8,000 يورو شهرياً، ومكافأة عن كل مباراة تصل إلى 4,000 آلاف، ليتراوح ما يحصل عليه حكام الكالتشيو شهرياً ما بين 12,000 إلى 16,000 يورو شهرياً. وبالطبع يحصل الحكام على مبالغ أخرى في حال ترشيحهم لتحكيم أي من المباريات الدولية تحت مظلة الإتحاد الأوروبي والإتحاد الدولي. أما إذا نظرنا إلى وضعنا هنا بالمملكة، فإن ما يتقاضاه الحكام يعتبر مبلغ ضعيف جداً قياساً بحساسية المهمة وضغوطاتها، فعلى لسان عمر المهنا رئيس لجنة الحكام عند توقيع أول عقد رعاية مع تويوتا، فإن حكام دوري زين يتسلمون 2,550 ريال عن كل مباراة، على أن ترتفع بشكل بسيط بعد عقد الرعاية.