ترددت كثيرا مقولة كرة القدم للفقراء.. لكن ما مدى جدواها في وقتنا الحالي؟ .. الكرة لم تتغير، فلا تزال عبارة عن جلد منفوخ! ولكن تلك القاعدة هي التي تغيرت فلم تعد كرة القدم رياضة الفقراء. قد يبدﺃ كثير من اللاعبين ممارستها وهم يصارعون الفقر، لكن بمجرد انضمامهم إلى ﺃحد الأندية، المقولة هنا تنتهي. ففي زمن مارادونا وفان باستن وكلينسمان كان لاعﺐ كرة القدم يلعﺐ من ﺃجل خدمة النادي وإمتاع الجماهير؛ فقد كانت الروح تتجلى في تحركاتهم غير مكترثين بالعائد المادي الذي يتحصلون عليه. حاليا هل لا يزال هذا الأمر سائدا؟ .. ﺃشك في ذلك! كرة القدم الآن هي رياضة الأغنياء؛ فنجوم الكرة يتقاضون رواتﺐ شهرية عالية جدا. فاللاعﺐ متوسط المستوى لا يقل ما يتقاضاه عن 200 ﺃلف يورو شهريا، وبعض اللاعبين ﺃمثال البرتغالي رونالدو يتقاضون 600 ﺃلف يورو ويطالبون بالزيادة. وبهذا عندما نشاهد مباراة كرة قدم لأحد الأندية الأوروبية العريقة فإننا نشاهد مئات الملايين تجري داخل المستطيل الأخضر، فكيف بالملايين ﺃن تجعل من اللاعﺐ فقيرا؟ .! . لنترك قضية اللاعبين ونتوجه إلى شريحة الجماهير والمتابعين العاشقين لهذه الرياضة. التشفير والاحتكار يجعل من يريد مشاهدة المباريات يجﺐ عليه ﺃن يدفع رسوما للمشاهدة، فلم يعد هنالك شيء مجاني في كرة القدم. ﺃضف إلى ذلك ﺃسعار التذاكر لمن ﺃراد ان يشاهد لاعبي فريقه عن قرب فعليه ﺃن يدفع ﺃموالا مبالغا فيها. لم ننته بعد، فحتى نوادي كرة القدم حاليا إن لم تكن تمتلك مخزونا اقتصاديا ضخما فستفشل لا محالة؛ فقوة النادي حاليا بقوة ميزانيته! كم من الأندية العريقة سقطت ضحية لكرة (الأغنياء) هل منا من يعلم شيئا عن ناد مثل نوتنجهام فورست كما يعلم عن تشلسي؟ .. قليل جدا فقد كان بطل إنجلترا وحصل على بطولة دوري ﺃبطال ﺃوروبا، لكن ﺃين هو حاليا؟ ! يقبع ضمن ﺃندية الدرجة الثانية والسبﺐ قلة ملايينه الإسترلينية. فإذا كان المتابع يدفع للمشاهدة والنادي يضخ الملايين ليبقى كبيرا واللاعﺐ يتقاضى راتبا فلكيا فأين هي رياضة الفقراء من تلك الوقائع؟ !