انفجرت الخلافات بين عناصر من الجيش السوري الحر ومتشددين إسلاميين في منطقة تلكلخ السورية، وحدثت اشتباكات مسلّحة أسفرت عن مقتل 34 شخصاً خلال الأسبوع الماضي. وذلك عندما أبدى سلفيون متشددون رغبتهم في إعلان المنطقة إمارة إسلامية. وهو ما لم يرق لمقاتلي الجيش الحر فأعلنوا رفضهم الشديد للمسألة. واحتدم الخلاف بينهم وبين السلفيين المتشددين المسنودين بمقاتلين قدموا من ليبيا، إضافة إلى انضواء الكويتي محمد عبدالله الدوسري الملقّب ب «طلحة» في صفوفهم حاملاً هذه الراية.وعلمت «الشرق» أن الشخص الذي كان سيؤمَّر على الإمارة هو اللبناني الشيخ وليد البستاني الذي يحمل أكثر من كنية أشهرها: أبو القعقاع والشيخ ماجد، وهو قيادي سابق في حركة فتح الإسلام. وجاء إعلان الحرب كخطوة أقدم عليها الشيخ البستاني الذي أمر بتصفية أربعة عناصر من الجيش الحر كانوا لديه. فأسفر عنها حصول اشتباك مسلّح بين مجموعة الشيخ البستاني ومقاتلين من الجيش الحر نجم عنها سقوط عدد من القتلى والجرحى. تبع ذلك كر وفر وكمائن أسفرت عن إصابة الشيخ البستاني بجروح خطرة ومقتل عدد من مرافقيه.وفي هذا السياق، قالت مصادر إسلامية من شمال لبنان ل «الشرق» أن الشيخ البستاني، المطلوب بجرم قتل جنود من الجيش اللبناني في اليوم الأول لمعارك نهر البارد، والذي فر من سجن رومية عام 2010، مفقود في سوريا منذ أيام. لكنها لفتت إلى أنه أعلن نفسه أميراً في منطقة حمص كلّها وليس في تلكلخ وحدها. وذكرت المصادر أن اشتباكات عنيفة دارت بين المجموعة التي يتزعمها البستاني، وأخرى من الجيش الحر، أدت إلى مقتل عدد من مقاتلي الطرفين، وانقطاع الاتصال بالبستاني.وفي هذا السياق، ذكرت معلومات إعلامية نقلاً عن مصادر أمنية أن «المساعد الرئيسي للشيخ البستاني مصاب بجروح خطيرة، وهو موجود في لبنان، ويخضع لحراسة القوى الأمنية تمهيداً لاستجوابه عند استعادته وعيه».فيما بقي مصير الأمير اللبناني في سوريا مجهولاً، وتضاربت الأخبار الواردة في هذا الخصوص. ففيما نعت مواقع جهادية البستاني «شهيداً»، تحدثت مواقع إخبارية سورية عن اعتقاله في منطقة الحصن التابعة لتلكلخ.تجدر الإشارة إلى أن وليد البستاني من مواليد العام 1964 في بنين – عكار، شمال لبنان ، والتحق في صفوف «حركة التوحيد الإسلامي» أيام الحرب الأهلية قبل أن يهرب إلى ليبيا العام 1986، بعد خطف شقيقه على يد القوات السورية وإدراج اسمه على لائحة المطلوبين لدمشق، ومن ثم هاجر إلى الدانمارك، وعاد إلى لبنان نهائيا في العام 2006 بعد خروج القوات السورية. وفي العام 2007 شارك في معارك «مخيم نهر البارد « في صفوف «فتح الإسلام» ضد الجيش اللبناني. والمعروف عن البستاني ولاءه الخالص ل «القاعدة»، وانتهاجه للمبدأ التكفيري، علماً أنه لا يتجوّل من دون حزام ناسف يلفّه إلى خصره، أسوة بمعظم قياديي القاعدة.
مدير حملة «السكينة» ل الشرق: الجماعات المتطرفة ترتب أوراقها في عالم الإنترنت وتتجه إلى أوروبا أكد مدير حملة «السكينة» لتعزيز الوسطية عبدالمنعم المشوح في حوار مع «الشرق» أن الجماعات المتطرفة وعلى رأسها القاعدة نجحت في إعادة ترتيب أوراقها من جديد منذ 2011م في عالم الإنترنت، وظهرت بشكل تقني أفضل من السابق، مركزة بشكل أكبر على الأقليات والجاليات المسلمة المنتشرة في العالم وفي أوروبا خاصة وأن العالم الإسلامي انكشفت له حقائق هذه الجماعات... لتفاصيل الحوار