تقول أوبرا وينفري أن أطفال الإمارات هم أسعد الأطفال في العالم..! لا داعي لتكذيبها، فقد رأيت ذلك بأم عيني، ومن أجمل الصدف أني اكتشفت هناك أصغر كاتب باللغة العربية، وهو جزائري الجنسية، مصري المولد، إماراتي المنشأ والتعليم. اسمه لؤي خالد، جميل خَلقا وخُلُقا، جميل الأفكار واللغة، مبدع صغير ينتظره مستقبل باهر. صدر له أول كتاب بعنوان “في بيتنا قط” وهو في عمر التاسعة، وبعدها بسنة أصدر كتابه الثاني “صديقي العراقي” تحت رعاية جامعة الحصن، وقد قدم له معالي الوزير الدكتور حنيف حسن بكلمة تحمل الكثير من المحبة والفخر بموهبة الصبي وبمدى تشجيع الإمارات لمواهب أطفالها. حين قرأت القصة دمعت عيناي، فقد كتبها الصبي بلغة عربية أنيقة وسليمة نفتقدها كثيرا حتى في أدب الكبار، وأعترف أنه أيقظ كل ذكريات الطفولة في أعماقي. لقد كان قلبه يسرد القصة وعقله يخيط فصولها، وعرف كيف يختصر معنى الصداقة الصافية النقية في ذلك العمر المبكر الذي لم تلوثه المصالح. روى الأشياء كما هي حين تكون فائقة الجمال كما تراها عيون الأطفال. لقد بكيت فرحا أيضا، لأنه تحقق له ما لم يتحقق لنا نحن حين كنا أطفالا، حين كانت إبداعاتنا تلاقي إهمالا “منقطع النظير”. لقد نجا لؤي من بيئتنا القاسية الظالمة، ولهذا أهنئه بدوري مرتين، مرة لأنه طفل مبدع وكاتب حقيقي، ومرة أخرى لأنه أثبت أن أطفالنا يلزمهم القليل من الاهتمام ليبرعوا ويتألقوا في مجالات كثيرة.