أكدت الإعلامية مريم الغامدي ضرورة الاستعانة بأكاديميين متخصصين، في مجالات مختلفة، في الإعداد لبرامج الأطفال التلفزيونية. وقالت إن البرامج التلفزيونية المقدمة للأطفال في القنوات العربية ضعيفة، مشددة على ضرورة الاعتماد في الإعداد على الأكاديميين المتخصصين، لا إلى شخص واحد، مؤكدة أن هذا الفريق يصعب إيجاده، لأنه مكلف مادياً، وهذا ما يتعارض مع أهداف القنوات الربحية. وأوضحت الغامدي أن لدى بعض القائمين على برامج الأطفال ميزانية محددة لا تمكنهم من إعطاء المعد راتبا مجزيا، أو توفير مناخ مناسب له، وبالتالي لن يضيع وقته في البحث وإعداد مادة مناسبة لعمر الطفل وفكره، مقابل مبلغ ضئيل. جاء ذلك خلال ندوة نظمها النادي الأدبي بمنطقة تبوك، مساء أمس الأول (الأربعاء)، بعنوان «الطفل والإعلام الجديد»، أدارها الروائي عبدالرحمن العكيمي، وشارك فيها، إلى جانب الغامدي، الإعلامي فهد الحجي، وسط حضور رجالي ضعيف، ومقبول نسبياً في القاعة النسائية. وقالت الغامدي، في ورقتها، إن القائمين على القنوات الفضائية يكتفون بتكليف متعاونين من خارج التلفزيون، أو موظفين في القناة لإعداد البرامج، معددة بعض النماذج من تجاربها في عملها، مطالبة القائمين على برامج الأطفال تخصيص ميزانية تسمح بالتعامل مع المعطيات الجديدة المتطورة، التي تجذب الطفل وتوصل إليه المعلومة، عن طريق استخدام الجرافيك والرسوم المتحركة والآليات المتطورة. وأوضحت أن أطفالنا يواجهون تحديات، عبر ما يقدم لهم في القنوات التلفزيونية، لأن بعض برامج الأطفال متناقضة مع ما يتعلموه في محيطهم الأسري والمجتمعي والتربوي، مؤكدة أنهم يواجهون صراع ثقافات وقيما مختلفة. وتحدثت عن التقنيات الحديثة وتأثيرها على الأطفال، مشيرة إلى أن بعض الأطفال لم يكملوا عامهم الثاني، وهم يستطيعون التعامل معها، متسائلة «كيف ستكون شخصيته مستقبلاً؟»، وهل ستؤثر عليهم إيجابياً أم سلبياً؟ واختتمت الغامدي ورقتها بقولها «نحن بحاجة إلى برامج ذات أسس مرنة»، وذات أهداف واضحة، ومناسبة لعقلية الأطفال، لتزودهم بالقوة والحصانة، وتتعامل معهم بإيجابية، مع تحديات الإعلام الجديد، على أن تقدم بطريقة جذابة لأنفسهم، وتلامس احتياجاتهم، وتدربهم على مواجهة المواقف المختلفة. وفي ورقته، تحدث الإعلامي فهد الحجي عن المشكلة التي تواجه الطفل عن الإعلام المقروء من خلال المجلات الخاصة بالأطفال، مثل مجلات «باسم» و«ماجد» و«حسن»، وغيرها من مجلات موجهة للأطفال. وقال: لا يوجد متخصصون في الكتابة للطفل، أو فنانون يرسمون له، وإن وجدوا، فهم قلة، مبيناً أن من كان يكتب للأطفال يقابل بالنظرة الدونية في المجتمع. وتناول الحجي، في ختام حديثه، قلة الإمكانيات المادية التي دعت إلى اختفاء بعض مجلات الأطفال من الأسواق، بعد فترة من صدورها.