تتصاعد حرارة الانتخابات الرئاسية لعام 2012 في الولاياتالمتحدةالأمريكية، فيما يجد المرشحون الجمهوريون صعوبة في مهاجمة المسلمين على أمل اجتذاب الناخبين، ففي أعقاب الانتخابات النصفية لعام 2010، تعلم الأمريكيون أكثر ما عرفه الأوربيون لسنوات، أن مهاجمة الإسلام تزيد عدد الناخبين. منذ ذلك الوقت، العداء تجاه المسلمين زاد كثافة، المرشحان الجمهوريان للرئاسة هيرمان كين و نيوت جينجريتش حذرا بشكل متكرر من أن يحاول المسلمون السيطرة على الحكومة وفرض الشريعة الإسلامية، مستخدمين الجهاد كوسيلة لذلك، وذلك بحسب ما قال نيوت جينجريتش في خطابه في معهد (أمريكان إنتربرايز إنستيتيوت ) العام الماضي. المشكلة بالنسبة للولايات المتحدة، في رأي نيوت جينجريتش، ليست الإرهاب، المشكلة هي الشريعة لأنها «قلب الحركة العدو التي ينبع منها الإرهابيون»، حسب تعبيره، فيما يستمر ريك سانتروم في الخلط بين الإسلام والمسلمين المتطرفين، وقد حذر دائما مستمعيه من مخاطر خسارة الحرب لصالح «الإسلام المتطرف». هذا النوع من الخطاب المعادي للإسلام يتم استخدامه من قبل بعض المرشحين في محاولة واضحة للاستفادة من عداء الناخبين الذين يشكلون قاعدة حزبه، وبشكلٍ ما، هذا المنهج تؤيده استطلاعات الرأي الأخيرة التي تبين أن الجمهوريين يمتلكون على الأغلب مشاعر معادية للمسلمين. ومع أن الإستراتيجية المعادية للمسلمين ربما نجحت في الماضي، لكنها لا تخلو من المخاطر لأن الكثيرين متفقون على أن نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2012 سيتم حسمها في 12 ولاية على الأغلب، هذه الولايات هي نفسها التي قد تلعب فيها الجاليات والأقليات، بما في ذلك الأمريكيون المسلمون، دورا حاسما. ومع أن المسلمين الأمريكيين يمثلون نسبة صغيرة من السكان، إلا أنهم يتركزون في ولايات متأرجحة رئيسة مثل ميتشيجان، أوهايو، فرجينيا، بنسلفانيا و فلوريدا، وهذه الجالية تكبر بشكل أسرع من أي جالية دينية وقد أصبحت مرئية بشكل متزايد وأصبحت أكثر فهما لمحيطها السياسي.