يشير مراقبون إلى أن حزب الله اللبناني، فقد في الفترة الأخيرة جزءاً من شعبيته، بسبب تأييده لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، مما فرض على قيادته التعامل بحذر مع تصاعد التباينات الداخلية. الرقم الصعب في هرم قيادة حزب الله، الشيخ محمد يزبك، الوكيل الشرعي للمرشد الأعلى آية الله خامنئي في لبنان، والذي يشغل حالياً منصب رئيس الهيئة الشرعية، وأحد أعمدة الحزب، والذي حاول الإسرائيليون اغتياله في مرات عديدة، يعتبر واحدا من أفضل وأوفى حلفاء طهرانودمشق داخل الحزب، ظل متجاهلا لأزمة الحكم في دمشق، إلى أن باغته ابنه، بعد تورطه في عمليات تهريب السلاح إلى المعارضة السورية من وراء ظهر أبيه، كما أشارت المصادر اللبنانية.
تهريب للسلاح من وراء ظهر الحزب فمن حوالي شهرين، كما ورد في تقرير صحيفة لبراسيون الفرنسية، اليوم، كُشف النقاب عن عمليات تهريب للأسلحة من لبنان في اتجاه مجموعة من المعارضين السوريين، والغريب في الأمر أن أحد “المتورطين” في تهريبها والاتجار بها، هو ابن الشيخ يزبك نفسه. والخبر في حد ذاته ليس جديدا، فقد أشارت له مواقع لبنانية منذ أكثر من شهرين، كما راجت في بيروت شائعات بأن حسين يزبك معتقل لدى حزب الله، لكن الجديد هو أن صحيفة “ليبراسيون” تفيد بأن ابن الشيخ محمد يزبك “باع أحد مخازن الأسلحة التابعة لوالده في البقاع”!
“فخ” الثورة السورية زاد من متاعبه تراكمت مشاكل حزب الله في الفترة الأخيرة، خاصة منذ بداية الانتفاضة السورية للإطاحة بنظام الأسد، وتحولت مع استمرار التظاهرات والاحتجاجات إلى مصدر قلق رئيس لقيادة حزب الله، وأصبح الموقف من نظام دمشق هاجسها الأول. في 11 نوفمبر، صرح زعيم حزب الله، حسن نصر الله، بأن ما يجري في سورية هو مؤامرة أمريكية صهيونية، وأرجع تفاقم الضغوط على كل من إيران وسوريا، إلى محاولات مبيتة لصرف الأنظار عن “الفشل الذريع” في العراق. المشكلة، حسب دبلوماسي غربي، هو أن الحزب وقع في ورطة، فبعد أن ساند بحماسة الثورات العربية ضد ابن علي ومبارك، إذا به يجرم اليوم الانتفاضة السورية ضد الأسد، ووجد صعوبة بالغة في إقناع قواعده الشعبية بموقفه المحير والمضطرب، حسب الدبلوماسي الغربي. واستنادا لتقرير صحيفة “لبراسيون” الفرنسية، فإن هناك عدم توافق في الرؤية بين الجسم السياسي للحزب، الذي يطالب بتطوير الموقف مما يجري في السوري، شيئا فشيئا، وبين الجناح الأمني”.
الهيمنة على الأجهزة والضغط على الساحة اللبنانية وتشير “ليبراسيون” إلى تمسك حزب الله ببقاء حكومة ميقاتي التي أتاحت له أن يسيطر على جهاز “الأمن العام”، وجهاز الاستخبارات العسكرية، وجهاز الجمارك، ومرفأ بيروت، وهو ما يشكل ضغطا كبيرا على الساحة اللبنانية. هذا إلى جانب ما تتداولته أوساط حزب الله من نفور حاد بين أمينه العام، السيد حسن نصرالله، و”خليفته” المعتَمد حزبيا وإيرانيا، السيد هاشم صفي الدين، كما أوردت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية في مقال منشور في عددها الصادر يوم السبت في 19نوفمبر الحالي. وسبقتها صحف أميركية إلى هذا الموضوع قبل حوالي الشهرين، وتحدثت عن إمكانية حدوث “شقاق” أو “انشقاق” داخل الحزب، بسبب الصراع بين الأمين العام وخليفته. وحسب مصدر أمني لبناني رفيع المستوى، نقلت عنه صحيفة “ليبراسيون”: “إننا نشعر بأن الحزب يعيش حالية انقسام، بسبب الثورة السورية والمحكمة، وهذا تطور لم نشهد له مثيلاً من قبل. ويصعب علينا تقدير كيف سيكون ردّ فعل الحزب على هذا الوضع المستجد”. الثورة السورية | حزب الله | سوريا