كما في كل عام، تحتفي جامعة الملك فيصل بحفل تخريج كوكبة من الطلبة والطالبات، في مختلف التخصصات العلمية والإنسانية. وفي هذا العام، يختلف الحفل من حيث المكان، وكأن الجامعة أرادت من خريجيها الذين كانوا ومن خلال تواجدهم على مقاعد الدراسة، يلحظون ولو من بعيد تلك الرافعات الطويلة، وهي تساند المهندسين والعمال في بروز الأبنية الحديثة، التي ستكون مقومات الحرم الجامعي الجديد، ويتمنون لو كانوا يدرسون في قاعات دراسية ومعامل علمية، لا يعكر صفوها مشاكل الازدحام أو الضيق أوعدم توفر الساحات والتكوينات، التي تساعد على نضوج الجو الأكاديمي الذي ينمي النشاطات الطلابية المختلفة. حفل التخرج لهذا العام سيكون في قاعة الاحتفالات العامة، مما يجعل هذه القاعة تُفتتح بنشاط هو الركن الأول من الأركان التي تنشأ لها الجامعات. وسيليه بإذن الله عديد من النشاطات والفعاليات العلمية، التي سيكون في مقدمتها المؤتمرات العلمية العالمية والمحلية، حيث تمثل المؤتمرات أحد منافذ مناقشة ونشر نتائج البحوث العلمية، والبحث العلمي يمثل الركن الثاني في أهداف بناء الجامعات. وجدير بالتنويه، أن الجامعة تفخر بنشاط أعضاء هيئة التدريس فيها البحثي المتميز، وقد برز هذا التميز مؤخراً من خلال نوعية النشر العلمي للعديد من أعضاء هيئة التدريس في مختلف الكليات، حين كان النشر لهؤلاء الأعضاء في مجلات علمية عالمية راقية، وذات عامل تأثير مرتفع «تقاس قوة انتشار المجلة العلمية بهذا العامل». ومع فرحتنا بهذا الحرم الجامعي الجديد، وهذه القاعة المميزة، إلا أن فرحتنا الكبرى هي بأبنائنا الخريجين سواء من حصلوا على شهادة البكالوريوس أو ممن حصلوا على شهادات الدبلوم أو الماجستير. وفي هذه المناسبة السعيدة أتوجه بأطيب التهاني وأجمل التبريكات إلى كل خريج أو خريجة في التخصصات المختلفة، وأزف تلك التهاني والتبريكات إلى أولياء أمورهم الذين انتظروا هذا اليوم السعيد بفارغ الصبر، وأقول لأبنائي الخريجين إنه جاء وقت رد الجميل لوطننا الغالي بالإخلاص والجد والاجتهاد في تطبيق ما تم تعلمه في ميادين العمل التي ستلتحقون بها، مع الحرص على تطوير الذات والاستزادة من العلم.