تستقبل مدينة المبرز القادمين إلى الأحساء من كافة مدن المنطقة الشرقية، فهي البوابة الشمالية للأحساء، وتقع في الزاوية الجنوبية الغربية من واحة الأحساء، ويعد طريق الملك فهد الذي يقطع نطاق حاضرة محافظة الأحساء من الشرق إلى الغرب الحدّ الفاصل بين مدينتي الهفوفوالمبرز. وحسب الدكتور عبدالله الطاهر مؤلف كتاب “مدينة المبرز” أن بداية مدينة المبرز تعود إلى النصف الثاني من القرن السابع الهجري، ويبلغ عدد سكانها 285 ألف نسمة. أحياء المبرز وتنقسم أحياء المبرز إلى قسمين، الأحياء القديمة، ومنها: (حي السياسب والشَّعَبة والعيوني والمسعودي والمقابل والعتبان وغصيبة والحزم، أما القسم الثاني فيضم الأحياء الحديثة، مثل: اليحيى والشروفية والراشدية والمشرفة والنزهة وبوسحبل والغسانية ومحاسن التابع لأرامكو وحي محاسن الحكومي والقادسية والخرس والمحمدية والسامر، المنقور). عيون غزيرة وتشتهر المبرز بمياه العيون الغزيرة، من أهمها: عين الحارة، عين أم سبعة، عين منصور، وأشهرها عين نجم، التي تميزت بحرارتها العالية ومياهها الكبريتية، ومياهها المعدنية، التي تفيد في تليين الأعصاب اليابسة في الجسد وعلاج الروماتيزم، ويرجع الطاهر أهمية عين النجم لارتباطها بالعديد من الأحداث التاريخية، فقد تم في القرنين 13و14 إبرام كثير من المعاهدات والاتفاقيات بين سكان الأحساء والملوك والأئمة من آل سعود، ومن ذلك مبايعة أهل الأحساء للإمام سعود بن عبدالعزيز في سنة 1212ه على الولاء و الطاعة، وكذلك مقابلة وجهاء الأحساء وأعيانها للملك عبدالعزيز واجتماعهم به عندما كان في معسكر عين النجم قبيل فتحة للأحساء سنة 1331ه. آثار تاريخية ولعل من أهم الآثار التاريخية والتراثية في المبرز قصر صاهود في حي الحزم بمدينة المبرز وهو أحد القلاع العسكرية والأثرية المهمة، وقصر المحيرس، ويقع في حي الراشدية بمدينة المبرز، وقد تم إنشاؤه في بداية العهد السعودي بواسطة الأمير محيرس. مائة مسجد ويذكر الطاهر أن المبرز تضم مائة مسجد، و25 جامعا، ومن أشهر المساجد والجوامع القديمة في مدينة المبرز القديمة جامع الإمام فيصل بن تركي الذي (أقيمت فيه صلاة الجمعة الأولى عام 1272م) وهو موقوف على الشيخ محمد العبدالقادر وأبنائه، ومن أشهر المساجد في الوقت الحالي مسجد آل زرعة. مبان حكومية وتتعدد المباني الحكومية والأهلية بالمبرز، ومنها مباني المستشفيات والمستوصفات، ومن أشهرها مستشفى الأمير سعود بن جلوي، ومستشفى الموسى العام، ومستشفى العبيد، وإدارة المرور ومبنى الأمن العام ونادي الفتح الرياضي والحرس الوطني وإدارة هيئة الري والصرف وغرفة الأحساء ومركز الأحساء للمعارض والمعسكر الكشفي وشركة الاتصالات ومحطة القطار وسوق الخضار المركزي وكذلك مقر شركة أرامكو الإدارية والصحية، كما يوجد عدد قليل من المصانع من أبرزها مصنع الجبر للمرطبات ومصنع الشفاء للمياه الصحية ومصانع تعبئة التمور. تجار المبرز وبرع أبناء مدينة المبرز بالعمل التجاري، ومن أشهر الأسر التي زاولت مهنة التجارة الجبر والراشد وآل زرعة والعفالق والحسين والقصيبي والموسى والغنام والجوهر والوصيبعي والباروت والعبدالهادي والبراهيم وغيرهم، ومن أهم الأسر التي امتهنت حرفة صياغة الذهب: المهنا والبن عيسى والنمر والسمين والدجاني والمبارك والمؤمن والناصروالمحمد والأربش والبن ميدان والحمود. نظام الوقف وأسهم نظام الوقف في مدينة المبرز إسهاماً كبيراً في بناء عدد كبير من مدارس الوعظ والإرشاد التي شيدها عدد من أثرياء المدينة من محبي الخير، والتي لعبت دوراً كبيراً في ازدهار التعليم في المبرز، وقد وصل عدد هذه المدارس في بداية القرن العشرين الميلادي إلى ست مدارس، هي: مدرسة الجبري، مدرسة العتبان، مدرسة منيرة، مدرسة آل موسى، مدرسة آل غنام، مدرسة العفالق، وقد تخرج من هذه المدارس علماء وقضاة، ومن أبرز علماء مدينة المبرز الشيخ العلامة محمد بن عبدالرحمن العفالق، الشيخ عبدالله بن محمد البيتوشي وغيرهم كثير، ويوجد في المبرز العديد من الأسر العلمية أمثال: آل فيروز العبدالقادر والعفالق والكثير والغنام،الخطيب، والموسى. ثلاثية المغلوث ومن أبرز الصالونات الأدبية التي يرتادها المثقفون والأدباء ثلاثية المغلوث للدكتور عبدالله بن أحمد المغلوث، والمهندس خالد بن أحمد المغلوث، اثنينية العفالق للشيخ عدنان العفالق، وسبتية الموسى للعميد الراحل عبدالعزيز الموسى، منتدى الشاعر إبراهيم الحداد وكان مجلس الوجيه الراحل أحمد الموسى رحمه الله، مجلس الشيخ عبدالله البراك رحمه الله. سوق الأربعاء وفي مدينة المبرز سوق الأربعاء الشعبي، وكذلك نادي الفتح الرياضي، الذي يعد من أقدم أندية الأحساء من حيث التأسيس بعد نادي هجر، حيث تأسس عام 1377ه على يد خالد الصويغ رئيس النادي السابق، وقد حقق على مدى ما يزيد عن خمسين عاما العديد من الإنجازات الرياضية التي أهلته ليكون واحداً من أكثر أندية المملكة جدا ومثابرة. شارع الظهران عين الحارّة قصر صاهود (تصوير: ماجد الفرحان)