الشباب في كل أصقاع الأرض، هم القوة والتحدي، في كل ما يدور في العالم من صراعات، اجتماعية كانت أو سياسية أو حتى عقائدية، بالشباب وحدهم ستتقدم الدول التي تعي أهمية الجيل الناشئ، وتعي أيضاً خطورته، وتدرك فن التعامل معهم بلغة عصرية، تجرد المتسلطين الذين عفا عليهم الزمن، تجردهم من جلابيبهم التي لبسوها دهوراً، وتتناغم معهم كي تصل إلى الطريق الذي ينشده أولئك الشباب المتدفق حيوية ووعياً، الباحث عن الحريات التي تكفل تعايشهم السلمي مع كل المتغيرات التي تحيط بهم، ولكن هل يعي القابعون على كراسيهم المرصعة بالجواهر أن هذا زمن المتغيرات؟ زمن التواصل بنقرة زر، ونشر المعلومة بأسرع من البرق؟ هل يدركون أنه بالشباب وحدهم ستقوم الدنيا أو تقعد؟ أفلا يستحقون إذاً أن تلبى مطالبهم المشروعة في الحياة الكريمة؟ وتفتح أمامهم الأبواب المغلقة، التي إن أرادوا حطموها دون أن يحسبوا الثمن أياً كان، فطالما يعي الكثير من أصحاب القرار أن نسبة الشباب في كل المجتمعات هي الأعلى، وأصواتهم هي الأقوى، ووجودهم هو الأطول، لماذا لا يستنتجون ما هو المطلوب؟ وما هو الشيء الذي يطفئ ثورة الشباب الطامح إلى السمو، المتطلع إلى آفاق رحبة. عوضاً عن تلك الدائرة التي يدورون حول حافتها، باحثين عن منفذ سيجدونه يوماً، وينفذون منه آجلاً كان ذلك أم عاجلاً، سواءً أدركنا أو لم ندرك، فالشباب هم التحدي، وهم النقاط التي تستكمل الحروف، لتتضح وتكتمل المعاني، فالمهم هو أن تلبى مطالبهم، وتحقق أمانيهم، كي نستطيع أن نستوعب طموحهم، وجموحهم، فهم عدة وعتاد المستقبل، ولكي نضمن أن تكون ردة أفعالهم إيجابية، يستفيدون هم من قدراتهم، وتستفيد منهم مجتمعاتهم.