أكد الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ضرورة مساعدة السوريين للدفاع عن أنفسهم، قائلا في مؤتمر صحافي مشترك مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في الرياض أمس: نحن مع فكرة تسليح المعارضة السورية. بينما انتقدت كلينتون مواقف طهران وقالت: إن إيران تستمر في تهديد جيرانها وتقوض الأمن الإقليمي من خلال دعمها لحملة القتل التي يمارسها نظام الأسد في سورية والتهديد ضد حرية الملاحة في المنطقة والتدخل في اليمن. وقال الفيصل ردا على سؤال بشأن مسألة تسليح المعارضة السورية: «إن الأمر الجلي أمامنا جميعا أن ما يحدث في سورية هو مأساة ذات أبعاد مهولة ومفجعة، وأن القيادة والنظام قرروا أنهم سيحلون كل شيء ويواصلون سيطرتهم على ضبط هذه الثورة واحتواء كل شيء عبر استخدام القوة العسكرية، وأن قرارات المساعدة للسوريين، كانت لاتطبق في السابق.. لكن الآن لابد من وسيلة لمساعدة السوريين» . وأضاف: «إنهم يقتلون لأنهم لا يجدون مخرجا من أزمتهم والقتل متواصل، وإننا لن نسمح بمواصلة هذا القتل وسوف نساعدهم على الأقل في الدفاع عن أنفسهم». وقال سموه في كلمة القاها في البيان الافتتاحي للمؤتمر الصحافي الذي عقد عقب اختتام الاجتماع الأول للمنتدى الخليجي الأمريكي الاستراتيجي : «أعتقد أننا جميعا متفقون على أن الوقف الفوري للقتل الممنهج في سورية ينبغي أن يشكل أولوية الجهود الدائمة، وذلك وفق خطة الجامعة العربية وفي الإطار العام للشرعية الدولية على أن نأخذ في الحسبان أن مذابح النظام السوري وصلت إلى مستويات لا يمكن وصفها إلا بالجرائم ضد الإنسانية، التي لا ينبغي للمجتمع الدولي السكوت عنها تحت أي مبرر كان». وأشار إلى أن الأزمات والتحديات التي تمر بها المنطقة شكلت محور المباحثات. وقال: «ما من شك في أن التحديات والمخاطر التي تواجهها المنطقة، تظل أحد أهم عوامل تهديد أمنها واستقرارها. ويأتي في مقدمة هذه التحديات النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، والإرهاب، والتدخلات الإيرانية المستمرة في شؤون دول المنطقة، إضافة إلى برنامجها النووي المثير للريبة». وأكد حرص دول مجلس التعاون في سياق تعاملها مع أمن واستقرار المنطقة على حماية أمنها واستقرارها الداخلي بوصفها جزءا لا يتجزأ من أمن المنطقة، مفيدا أنها انتهجت لذلك سياسة الإصلاحات الجادة والتنمية المستدامة لمجتمعاتها وشعوبها. وعبرت كلينتون في كلمة ألقتها في بداية المؤتمر الصحافي عن الشكر والتقدير لدول مجلس التعاون نظير تنظيم الاجتماع، وقالت: «أسعدني أنه تسنت لي الفرصة بزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز» . وقالت: «في الجلسة الافتتاحية لمنتدى التعاون الأمني لاحظت الالتزام الصلب للولايات المتحدة والثابت والصلب لشعوب ودول الخليج». وتحدثت عن بعض التحديات الخاصة التي تواجه المنطقة، وبدأت بالشأن الإيراني وقالت: «إن إيران تستمر في تهديد جيرانها وتقوض الأمن الإقليمي من خلال دعمها لحملة القتل التي يمارسها نظام الأسد في سوريا والتهديد ضد حرية الملاحة في المنطقة والتدخل في اليمن، إن العالم بأسره شعر بالغضب بالتقارير التي تؤكد أن إيران كانت تحيك مؤامرة لاغتيال السفير السعودي في الولاياتالمتحدة وبالمزاعم بأن إيران متورطة في الاعتداءات الإرهابية التي حدثت في الهند وجورجيا وتايلند مؤخرا وأيضا من أكبر الأمور قلقا وإلحاحا نشاط إيران النووي». وبينت أنه تم الاتفاق على حث المبعوث الخاص بأن يحدد جدولا زمنيا للخطوات المقبلة من سورية. وقالت: نتطلع للسماع منه يوم الاثنين المقبل عندما يخاطب مجلس الأمن لنحدد بعدها الخطوات القادمة، إضافة لخطوات زيادة الضغط على النظام وتوفير الحماية الإنسانية بالرغم من العقبات التي يضعها النظام والبحث في سبل دفع انتقال شمولي ديمقراطي يلبي طموحات الشعب السوري ويحمي تكامل أراضيه ووحدة الأراضي السورية. عقب ذلك أجاب الفيصل وكلينتون على أسئلة الصحافيين، وقال سموه في رد على سؤال بشأن مسألة تسليح المعارضة السورية، وأن المملكة يبدو أنها تعيد هذه الفكرة التي سمعنا عنها كثيرا في الأيام الأخيرة، وكيف تضمن أن هذا السلاح لن يصل إلى أيدي الإرهابيين أو القاعدة : «إذا اعتقدنا أن الدعاية من الجانب السوري فهذا يعني أنه لا يوجد حرب في سوريا وهم مجرد إرهابيين هم الذين يحدثون الفوضى وأن النظام هو الذي يقاتل ويحارب هذا الإرهاب.. ولا يريدون الاعتراف بأنها ثورة في سوريا، ونحن شاهدنا قصف الدبابات التي تواصل تحركاتها، وبذلك نحن نعيش في عالم من الحقيقة والخيال اللذين يختلطان».. بدورها أجابت كلنتون مبينة أن التركيز سيكون على أربع نقاط هي تكثيف الضغط الذي نحدثه عبر العقوبات، وأن عددا من دول الخليج قامت بعمل متقدم بتطبيق العقوبات ونريد تدعيما دوليا لهذه العقوبات، كذلك تقديم المساعدات الإنسانية لمحتاجيها، بالإضافة إلى العمل على تعزيز قوة ووحدة المعارضة ووضع رؤية واضحة ليتمكنوا من تمثيل البديل لنظام الأسد. وفي إجابة على سؤال عن الدعم الإيراني لسورية والإرهابيين في اليمن، قالت كلينتون نحن مؤمنون بشدة أنه بالإضافة إلى التعاون العسكري الثنائي بين الولاياتالمتحدة وكل دولة عضو في مجلس التعاون الخليجي، فإنه يمكننا عمل المزيد لدفاع منطقة الخليج من خلال التعاون في النظم الدفاعية البالستية، وأن قائد الأسطول الخامس الأميرال فوكس قدم موجزا خلال الاجتماع عرض فيه بعض التحديات التي نواجهها من خلال الدرع الصاروخي البالستي، ونحن ملتزمون بالدفاع عن دول الخليج ويكون مؤثرا بأكثر درجة من النجاح»، مبينة بعض المسائل التقنية الدفاعية لرؤية الصاروخ تتطلب وجود نظام راداري في إحدى الدول المجاورة لإمكانية مراقبة انطلاق الصاروخ وإلى أين متجه، وأنه جرى مناقشات الأمر مع أصدقائنا حول هذه الأمر لتعزيز الدفاع الصاروخي البالستي، وأن بعض نواحي هذا النظام تم نشره في الخليج.