شارك عشرات الآلاف من الأردنيين وناشطون ممثلون لوفود التضامن العربية والدولية في مسيرة القدس العالمية التي انطلقت أمس من مدن أردنية عدة لتتجمع في مهرجان حاشد في منطقة المغطس قرب الحدود الأردنية الفلسطينية. وقدَّرت بعض المصادر عدد المشاركين في المسيرة بما يزيد على أربعين ألف مشاركٍ بينهم عائلات كثيرة، وتميزت المسيرة بحضور متضامنين من عدة دول من بينها الهند وماليزيا وإندونيسيا والجزائر والبحرين ودول أخرى عديدة، كما لفت الانتباه حضور وفد يمثل حركة ناطوري كارتا اليهودية المعادية لقيام دولة إسرائيل. ومنذ الصباح الباكر، غصَّت الطرق بمئات السيارات والحافلات التي انطلقت من عمّان ومدن أردنية أخرى إلى مكان التجمع في المغطس، فيما انتشرت سيارات الأمن ورجال السير على الطرق للتأمين، وقدَّر الناطق باسم الأمن العام، المقدم محمد الخطيب، في تصريحٍ ل «الشرق» عدد رجال الأمن والدرك المشاركين في تنظيم الطرق وحماية المهرجان بأكثر من ألفي رجل أمن. بدوره، قال المنسق العام للمسيرة، الدكتور ربحي حلوم، في تصريحٍ ل «الشرق» إن المسيرة نجحت بكل المقاييس، وأنها تحمل رسالة مفادها أن الحق العربي الفلسطيني لن يموت. أما الحاخام فيدور شلومو فيلدمان، أحد أعضاء وفد ناطوري كارتا، فقال ل «الشرق» إن وفدهم جاء لتأييد الحق الفلسطيني في فلسطين وفي القدس، وشدد على رفض جماعته لقيام دولة إسرائيل، وأضاف أنهم يريدون التأكيد على أن اليهودية ليست هي الصهيونية. أما الزعيم الديني الهندوسي المعروف، سوامي أغنيفيش، فقال «إن السلام هو هدفنا، ولن يكون هناك سلام عالمي دون تحقيق العدل للفلسطينيين، والقدس تمثل الوحدة والعدالة، نحن لا يمكن أن نقبل جدار الفصل (الأبارتهيد)، ولا تقسيم القدس، إنها لنا جميعاً، ولهذا جئنا إلى هنا»، بحسب حديثه ل «الشرق». وفي لبنان، لم تأت فعاليات «يوم الأرض» أمس على قدر التوقعات، فأعداد الفلسطينيين الذين شاركوا في هذه الذكرى كانت هزيلة ولم تتجاوز ثلاثة آلاف شخص، وهي دلالة على عتب آلاف الفلسطينيين على مكان إحياء الذكرى، حيث استنكروا قرار إقامة التجمع في «النبطية»، علماً أنّه كان هناك أكثر من خيار آخر. ويوم الأرض الفلسطيني هو يوم يحييه الفلسطينيون في 30 مارس من كلّ سنة، وتعود أحداثه لآذار 1976 بعد أن قامت السلطات الإسرائيلية بمصادرة آلاف الدونمات من الأراضي ذات الملكيّة الخاصة أو المشاع في نطاق حدود مناطق ذات أغلبية سكانيّة فلسطينية.