في أول لقاء لهذا العام 1433 هجري، مع سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكةالمكرمة، الذي يحضره مشائخ القبائل يوم الأحد من كل شهر، حرص على مُشاركة الشباب، وطرح الرؤى الناضجة التي تهم الشباب وتدعم حضورهم، كيف لا وهو الذي يعطيهم من اهتمامه ووقته الكثير، ولأن الفيصل يتمتع برؤى وأفكار، قد تغيب عن البعض، فقد طرح مُشاركة الشباب في اللقاء، لنرى ونسمع منهم ما يريدون طرحه، فكانت فكرة رائدة وهادفة وجميلة. والفيصل كعادته لا يؤجل عمل اليوم إلى الغد، فقد وجهت الدعوة لشباب محافظات منطقة مكةالمكرمة، التي شرفوا بها في الموعد الذي حدد لمشائخ القبائل، ورشح من محافظة القنفذة بعض الشباب الأكفاء، وعندما التقيت بالبعض منهم، هنأتهم بمثل هذا اللقاء مع أمير الكلمة والشعر والفن، فكانت سعادتهم لا توصف، وهم يسردون لي ما دار، وما طرحوه من رؤى وأفكار، تحدثوا عنها بكل شفافية، وقالوا لقد استفدنا الكثير من هذا اللقاء، كنّا نجهل الكثير، كانت بعض الأمور غائبة عنا، كنّا نبحث لها عن جواب. إننا نتمنى أن تستمر مشاركات الشباب في مثل هذا اللقاء، خاصة مع من يتعاملون مع الإنترنت ووسائط التقنية، فهي اليوم أرضية، وساحة واسعة، ولكن الفائدة منها لا تزال محدودة، والفرق واضح للشباب، فهناك اختلاف وفرق بين أن تسمع النصح أو الرأي من مسؤول مثل الفيصل، وبين أن تسمعه أو تتعامل معه من خلال أسماء مجهولة، تدس السم في العسل، وهم يصطادون الشباب! لذلك فإنّ احتواء الشباب أصبح أمراً ملحاً، خاصةً مع المسؤولين، حتى لا يكونوا فريسة لأرباب الفكر الضال، أو أعداء الفضيلة والوطن.