أوضحت اختصاصية صعوبات التعلم سارة القحطاني، مايعانيه أطفال الصعوبات من إحباطات ومشكلات نفسية، مشددة على ضرورة اكتشاف هذه الحالات في بدايتها، ليتمكن الأبوان من التعايش مع مشكلات أبنائهم النمائية والأكاديمية، وليستطيعوا تصحيحها في أقصر مدة ممكنة. وأشارت للصعوبة التي يواجهها المختصين في تشخيص حالات صعوبات التعلم، فهم أكثر فئة مربكة في التشخيص لتداخل أعراضها مع أعراض مشكلات حسية أو عقلية، مؤكدة على كونهم لا يتعلمون بالطرق المعتادة، ولا يستخدمون الأسلوب العادي في تلقي المعلومات، و يفشلون في بعض المهارات الأكاديمية، كما أن برمجتهم الدماغية مختلفة، ولا يعود ذلك لمشكلات نفسية أو نقص في ذكائهم، أو لوجود إعاقة حسية، أو بيئية، أولجهل الأم وعدم كفاية تعلمها، بل لأن صعوبات التعلم لا حل لها، فهي قد تتحسن لكنها لا تزول. وأوضحت القحطاني أسباب صعوبات التعلم، مقسمة إياها لما قبل الولادة، كفترة الوحام ونقص حمض الفوليك على الجنين، الذي يعتبر من الأسباب البارزة للإصابة بصعوبات تعلم، وقد تكون مرتبطة بالوراثة. إضافة إلى مخاطر قد تحدث أثناء الولادة، كنقص الأكسجين، أوعسر الولادة، أو لأخطار ما بعد الولادة، من سقوط الطفل على رأسه، أو امتصاص جسم الأم المرضعة للرصاص الموجود في «الكحل العربي»، وإيصالها للطفل عن طريق الحليب. وبينت القحطاني أن صعوبات التعلم النمائية تشمل الانتباه، والذاكرة، والإدراك، والتفكير، واللغة الشفهية، إضافة إلى صعوبات التعلم الأكاديمية، كالقراءة، والكتابة، والتهجئة، والإملاء، والحساب. مشيرة إلى تأثير الصعوبات على اللغة المحكية، واللغة المكتوبة، والمهارات الحسابية، والتفكير. منوهة بأن أعراض صعوبات التعلم تتمثل في عجز الطفل عن فعل أي شيء بالطريقة الصحيحة، وشعوره بأنه غير جيد وغير محبوب، ويشعر بالتعب والإحباط دائما، فلا يستطيع تكوين صداقات بسهولة، ويشعر بأن عالمه مختلف كليا عمن حوله، وحركته مستمرة دون تفكير. وأضافت القحطاني» من الطبيعي أن يمر الآباء بمراحل بعد تشخيص أبنائهم، فتبدأ بالإنكار، ثم اللوم، والغضب، والشعور بالذنب، تليها العزلة، وتنتهي بالتقبل»، موصية الوالدين بالقراءة المستمرة عن صعوبات التعلم والتعرف على أسس التدريب والتعامل المتبعة لفهم المشكلة، إضافة إلى التعرف على نقاط القوة والضعف لدى الطفل بالتشخيص من خلال الإختصاصيين أو معلمي صعوبات التعلم، وعدم الخجل من السؤال عن أي مصطلحات أو أسماء غير مفهومة، مشددة على أهمية الاتصال الدائم بالمدرسة لمعرفة مستوى الطفل. وأبدت القحطاني ارتياحها للتعميم الذي صدر أخيرا من وزارة التربية والتعليم والذي ينص على أهمية احتواء ذوي صعوبات التعلم في جميع المراحل الدراسية وخصوصية اختباراتهم وواجباتهم، بما يتناسب مع قدراتهم، كون التعليم من حق الجميع، مؤكدة أن محافظة القطيف قد بدأت فعليا في هذا التعميم، إلا أن مدينتي الدمام والخبر ما زالتا في مرحلة التطبيق.